كشف المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي عن قاعدة بيانات ضخمة توثق الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة خلال العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول2023.
وبحسب تقرير نشر في موقع “ميدل إيست أي” البريطاني، فإن تقرير المؤخر الإسرائيلي الذي حمل عنوان “الشهادة على حرب إسرائيل وغزة” يوثق فظائع وصوراً مروعة تعكس الانتهاكات الإنسانية التي لم تقتصر على القصف الجوي أو الهجمات العسكرية التقليدية، بل شملت عمليات قتل وحشية وتعذيب مدنيين فلسطينيين، في إطار حملة يبدو أنها كانت تستهدف تدمير كل ما هو فلسطيني في قطاع غزة.
التوثيق الممنهج لجرائم الحرب
واستند مردخاي في تقريره الذي يتجاوز 120 صفحة إلى شهادات حية من شهود العيان، مقاطع فيديو، صور، وأدلة قدمها جنود إسرائيليون، ليقدم واحدة من أكبر وأدق محاولات التوثيق لجرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، حيث يشمل التقرير أكثر من 1400 حاشية، ويعرض صوراً مروعة لأحداث وقعت أثناء الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ بدء العمليات العسكرية في تشرين الأول 2023.
من بين الفظائع التي تم توثيقها، عرض مردخاي مشاهد لنساء وأطفال فلسطينيين قتلوا برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء رفعهم للأعلام البيضاء، إلى جانب مشاهد مروعة أخرى مثل قتل عائلات بأكملها ودهس أسرى فلسطينيين بواسطة الدبابات الإسرائيلية.
ويتطرق مردخاي أيضا إلى دور الإعلام في تغطية الحرب، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال استطاعت عبر حملات إعلامية ضخمة تشكيل خطاب سياسي، ليس فقط داخل حدودها، بل أيضًا في دول غربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا. هذه الجهود ساعدت على تسويغ التصعيد العسكري الإسرائيلي وجعلت الكثيرين يتجاهلون أو يخففون من شدة الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
ويظهر التقرير واحدة من أبشع الحوادث التي تم توثيقها وكانت لمقاطع فيديو وصور لجنود إسرائيليين يستهزئون بالجثث الفلسطينية، بل ويتعاملون مع المشاهد المروعة التي يلتقطونها بحالة من البرود، وهو ما يعكس تجاهلهم لحقوق الإنسان واستمرارهم في ارتكاب الجرائم تحت ستار الحرب. كما تم توثيق لقطات لجنود إسرائيليين يضحكون على مشهد جثة فلسطيني يأكله كلب، بينما يعجب أحدهم بالمنظر “الرائع” لغروب الشمس على قطاع غزة، وهي صورة تعكس قسوة ولامبالاة تجاه ما يحدث.
حجم الكارثة
حسب إحصائيات مردخاي، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة وصل إلى أكثر من 44,500 شهيد، بينما توضح التقارير الأخرى أن آلاف الأطفال والنساء من بين الضحايا.
ويرى المؤرخ الإسرائيلي أن أرقام وزارة الصحة في غزة دقيقة، مشيرا إلى أن الادعاءات بأن هذه الأرقام مبالغ فيها لا تستند إلى أي دليل، بل هي جزء من محاولة لتشويه صورة الواقع وتخفيف حجم الكارثة.
ووثق التقرير العديد من الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، حيث أظهر جندياً إسرائيلياً يجبر سجناء فلسطينيين مقيدين على إرسال تحياتهم لأسرهم، مما يعكس السادية والتعذيب النفسي الذي تعرض له الأسرى الفلسطينيون.
كذلك، تم توثيق لقطات تظهر قيام الجنود بإجبار المدنيين الفلسطينيين على التوقيع على وثائق تنكر تورطهم في أي أنشطة مقاومة.
ورغم أن هذا التقرير حظي بتغطية واسعة في الإعلام الإسرائيلي والدولي، فإنه يثير جدلا كبيرا بشأن كيفية معالجة المجتمع الدولي لهذه الانتهاكات، إذ ترى بعض المنظمات الحقوقية والإنسانية أن التوثيق الذي قدمه مردخاي يجب أن يعزز الضغوط على المجتمع الدولي لتحميل إسرائيل المسؤولية عن الجرائم المرتكبة في غزة. (عربي21)