هل تخشى الدول المغاربية إطلاق سراح متشدديها بسوريا؟

8 ديسمبر 2024
هل تخشى الدول المغاربية إطلاق سراح متشدديها بسوريا؟


تصاعدت المخاوف في الدول المغاربية من إمكانية إطلاق سراح المتشددين المغاربيين من السجون السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.

والأحد، أعلن مقاتلو المعارضة السورية الإطاحة بالأسد بعدما سيطروا على دمشق، مما أنهى حكم عائلته للبلاد بقبضة من حديد بعد حرب أهلية دامت أكثر من 13 عاما. 


ومع التطورات التي تشهدها سوريا، أُطلق آلاف المساجين في عدد من السجون السورية بينها سجن حمص العسكري، وهو ما أثار مخاوف من إمكانية أن يكون بين هؤلاء إرهابيون ينحدرون من دول مغاربية.

ولا توجد أرقام دقيقة حول عدد المساجين المغاربيين في السجون السورية، إلا أن تقارير أشارت إلى أن الآلاف منهم وصلوا إلى سوريا بعد 2011 وقاتلوا في صفوف تنظيمات إرهابية متشددة بينها تنظيم داعش. 

حقائق عن المتشددين المغاربيين بسوريا 

يواصل القضاء التونسي النظر في القضية المعروفة إعلاميا بـ”التسفير إلى بؤر التوتر”، ويتهم فيها مسؤولون كبار سابقون بالتورط في تسفير آلاف الشباب التونسيين إلى سوريا بعد الثورة. 

وقدّر وزير الداخلية التونسي الأسبق، الهادي المجدوب في إفادة سابقة أمام البرلمان عدد الإرهابيين التونسيين المتواجدين في بؤر التوتر بنحو 2929 متشددا.
 
كما منعت السلطات الأمنية التونسية نحو 27 ألف شاب من الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية بعدد من بؤر التوتر بينها سوريا.

وفي المغرب، تشير إحصائيات رسمية إلى التحاق 1659 شخصا بسوريا والعراق، لقي 745 منهم حتفهم بينما اعتقلت السلطات الأمنية نحو 270 منهم خلال عودتهم إلى بلدهم.

أما فيما يتعلق بالجزائر وليبيا وموريتانيا، فلا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد الإرهابيين المنحدرين من هذه الدول والمتواجدين على الأراضي السورية رغم إشارة تقارير إعلامية إلى تورط بعضهم مع جماعات إرهابية هناك.

ويجمع خبراء ومحللون على خطورة تسلل محتمل لإرهابيين مغاربيين إلى دولهم، وسط دعوات إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات الأمنية الاستباقية. 

“ليبيا الحلقة الأضعف”

يقول الباحث السياسي الليبي عز الدين عقيل إن “ليبيا تبقى الحلقة الأضعف مغاربيا في ما يتعلق بإمكانية تسلل متشديين مغاربيين عائدين من سوريا”. 

وتحدث عقيل عن تقارير أشارت إلى إطلاق سراح المئات من المتشددين الليبيين من السجون السورية، مشددا على أهمية “الدور الذي يجب أن تلعبه القوى الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا لمنع تسلل هؤلاء إلى ليبيا”. 

ويضيف عقيل في تصريح لموقع “الحرة” أن “لهؤلاء المتشددين خلايا نائمة في الدول المغاربية يمكن إعادة إيقاظها، خصوصا أن بعضهم صاروا أمراء وقادة في تنظيمات متشددة”.
 

اختصار الطريق ووصول المتشددين إلى ليبيا سيكون له، وفق المتحدث ذاته، “تداعيات وخيمة على المصالح الغربية في هذا البلد المغاربي”. 

إشكالية ضياع قاعدة البيانات

من جهته، يرى الخبير الأمني التونسي علية العلاني أن “خروج الإرهابيين المغاربيين من سجون النظام السوري يطرح 3 تحديات كبرى على أمن هذه الدول”. 

ويشرح العلاني موقفه بالقول في تصريح لموقع “الحرة” إن “ما جرى في سوريا سيؤدي إلى ضياع قاعدة البيانات التي تحدد خطورة التهم الموجهة للمتشددين بالسجون السورية وطبيعة الأهمال الإرهابية التي تورطوا فيها”. 

واعتبر أنه من غير الواضح إلى حد الآن إلى أين سيتجه هؤلاء الإرهابيين وما إذا كانوا سيعززون فصائل المعارضة السورية أم سينتقلون إلى ساحات جديدة قد تكون ليبيا من بينها.

وشدد العلاني على “أهمية أن تضع الدول المغاربية خارطة طريق تشمل إجراءات استباقية للتعامل مع هذه الوضعية الجديدة خصوصا مع إمكانية تسلل عدد من الإرهابيين المحررين إلى منطقة شمال إفريقيا استعانة بالمهربين”. 

من يواجه الخطر الأكبر؟ 

في المقابل، يستعبد الباحث المغربي في الشؤون الأمنية وقضايا الإرهاب والتطرف، محمد شقير تسلل إرهابيين قادمين من سوريا إلى بلده نظرا لما “راكمته الرباط من تجربة في التعامل مع ملفات التشدد”، حسب قوله. 

الخطر الأكبر بالنسبة لشقير من تسلل متطرفين قادمين من سوريا يتهدد، وفق الباحث “ليبيا خصوصا في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعيشها هذا البلد فضلا عن عدم استكمال أجهزته الدستورية والأمنية”.

وبالنظر إلى الحدود الطويلة مع ليبيا يشير شقير في تصريح لموقع “الحرة” إلى “الخطر الذي يمكن أن تواجهه تونس أيضا وهو الأمر الذي لا ينطبق على الجزائر بسبب قدرتها على ضبط حدودها”.

وتشترك تونس وليبيا في حدود برية تقدر بنحو 459 كيلومترا، وتضم معبرين حدوديين هما معبر رأس اجدير ومعبر وازن ذهيبة.

وفي ظل الحروب التي عاشتها ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، حفرت تونس  خندقا عازلا يمتد على نحو  250 كيلومترا على الحدود، وعززت حضورها الأمني والعسكري هناك. (الحرة)