تباينت آراء الخبراء والمختصين بشأن السيطرة الإسرائيلية على المنطقة العازلة مع سوريا عقب سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد الخبراء أن إسرائيل تعمل على فرض واقع جديد في الشرق الأوسط وفق رؤيتها الأمنية والعسكرية.
وسيطر الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ ومواقع أخرى في الجولان السوري، وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليمات جديدة للجيش بالتحرك الفوري لاستكمال السيطرة على منطقة الفصل منزوعة السلاح مع سوريا، والعمل على إنشاء منطقة آمنة خالية من الأسلحة الثقيلة والبنى التحتية.
سلسلة من الأهداف
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، محمد مصلح، إن “إسرائيل تعمل على تحقيق سلسلة من الأهداف من خلال عملياتها العسكرية على الحدود مع سوريا”، مؤكدًا أن أول تلك الأهداف يتمثل في خلق واقع جديد أمام المعارضة السورية يصعب تغييره.
وأوضح مصلح، لـ”إرم نيوز”، أن “الهدف الثاني يأتي في إطار تنفيذ إسرائيل إجراءً وقائيًا يحول دون تنفيذ هجمات ضدها من قبل بعض المجموعات المسلحة في سوريا”، لافتًا إلى أنه وبالرغم من استبعاد هذا الخيار، فإنه يبقى قائمًا من وجهة النظر الإسرائيلية.
وأشار إلى أن “الهدف الثالث يتمثل في المخططات التوسعية من قبل إسرائيل في المنطقة، بحيث يقوم جيشها بتوسيع الحدود الإسرائيلية على مختلف الجبهات”، من أجل تعزيز أمنها.
والهدف الرابع، وفق المحلل السياسي، يتمثل في فرض الرؤية الإسرائيلية على المنطقة والعالم، والحيلولة دون وجود أي من أعداء إسرائيل قرب الحدود، مؤكدًا أن ذلك يأتي في إطار خطط توسعية إسرائيلية على مختلف الجبهات مع سوريا ولبنان وغزة.
هدف أساس
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، بلال الشوبكي، إن “الهدف الأساس لإسرائيل توسيع حدودها على الجبهة مع سوريا، خاصة أنها تسعى لضمان الاعتراف الدولي بالسيادة على الجولان، واعتبارها أراض إسرائيلية مع تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب”.
وأوضح الشوبكي في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “إسرائيل تستغل أحداث سوريا وسقوط نظام الأسد من أجل توسيع حدودها، وهو الأمر الذي سيكون واقعًا لا يمكن تغييره خلال الفترة المقبلة، وفي أي مفاوضات مرتقبة مع النظام الجديد في سوريا”.
واعتبر أن “إسرائيل لا تفكر في التنازل عن مسألة توسيع الحدود التي تشمل جميع الدول العربية المجاورة لها، إلى جانب الضفة الغربية وغزة”، مشددًا على ضرورة وجود موقف إقليمي ودولي حاسم من التحركات الإسرائيلية الجديدة.
وتابع أن “حكومة بنيامين نتنياهو تعمل على تغيير معادلات الشرق الأوسط وخريطته الجغرافية والسياسية؛ ما يدفعها إلى استثمار التوترات في الدول المجاورة لها من أجل تحقيق جميع أهدافها”، مضيفا: “تأمل حكومة نتنياهو أن يدعم ترامب جميع تحركاتها، وأن يعترف بسيطرتها على المواقع السورية الجديدة”. (إرم نيوز)