مع سيطرة فصائل مسلحة سورية على دمشق ومدن عدة، انتهى حكم الأسد وفتحت أبواب السجون في العاصمة ليخرج منها جميع السجناء، على اختلاف أسباب سجنهم، سواء جنائية أم متعلقة بمعارضة الحكومة، وفق ما قال تقرير جديد نشره موقع “بلينكس” الإماراتي.
وعثر رجال الإنقاذ، وهم يحفرون خلال الليل بحثا عن زنازين مخفية في سجن صيدنايا شمالي دمشق، على عشرات الجثث المتحللة وزعمت جماعات حقوق الإنسان أن التعذيب وحالات الإعدام الجماعي كانت شائعة هناك.
وبرزت أسماء معارضين معتقلين خلال الحرب بالسورية التي استمرت 13 عاما، منها طل الملوحي التي خرجت من السجن مع تقدم الفصائل المسلحة، ومازن حمادة، الذي عثر على جثته ميتا، و”قيصر”، الشخص المجهول الذي سرب عشرات آلاف الصور من داخل السجون لتصبح مرجعا لأميركا في فرض عقوبات على السلطات السورية في العام 2019.. فماذا نعرف عنهم؟
طل الملوحي
خرجت المدوّنة السورية طل الملوحي من السجن إذ أمضت نحو 15 عاما في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، منذ أن كانت في 19 من العمر، وفق ما أفادت والدتها وكالة فرانس برس، الثلاثاء.
الملوحي التي تبلغ حاليا 33 عاما كانت تكتب في مدوّنتها قصائد وتعليقات اجتماعية قبل اعتقالها في كانون الأول 2009، أي قبل عام ونيّف على بدء التحركات الاحتجاجية في سوريا.
في العام 2011، حكم عليها بالحبس 5 سنوات لإدانتها بالتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه”، في تهم تقول عائلتها إنها ملفّقة.
وأثار الحكم الصادر بحقها تنديدا دوليا حينها، ورغم انتهاء مدة محكوميتها لم تطلق السلطات سراحها.
وخلال الأسبوع الماضي، جرى تحرير الملوحي مع آلاف من السجناء في إطار الهجوم الخاطف الذي شنّته فصائل مسلحة، وسيطرت خلاله على مدن كبرى قبل وصولها إلى دمشق ومغادرة الأسد.
وتقول عهد الملوحي لفرانس برس: “لقد غمرني شعور لا يوصف، فرحة كبيرة” بعد أن احتضنت ابنتها للمرة الأولى بعد خروجها من السجن.
لكن بعد عقد ونيّف في سجون سوريا في عهد الأسد، تحتاج ابنتها، على غرار كثر ممن خرجوا مؤخرا، إلى “مرحلة انتقالية لكي تستوعب أنها خرجت وأنها بخير وزال الخوف والرعب”.
وتضيف عهد الملوحي لفرانس برس: “كنت أراها لمدة نصف ساعة أثناء الزيارات، وكانت كل كلمة مراقبة”.
وتتابع والدة الملوحي “الحمدالله على خلاص سوريا أولا وابنتي جزء من هالبلد وجاء خلاصها مع خلاص الجميع”.
مازن حمادة
هرب من السجن وغادر البلاد، ليعود إليها ويعتقل، وينتهي به الأمر ميتا.. هذا مختصر قصة السوري مازن حمادة الذي عثر على جثته بحسب ناشطين في مستشفى قرب العاصمة دمشق.
اعتقل حمادة أول مرة بسبب مشاركته في الاحتجاجات التي اجتاحت سوريا في عام 2011. وبعد اعتقال وإخلاء سبيل لمرات عدة، نقل إلى مقر المخابرات الجوية في حي المزة بدمشق، حيث بدأت كوابيسه الحقيقية، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
الناشط والمعارض السوري، 47 عاما، هرب إلى أوروبا في عام 2014، وهناك، بدأ في سرد قصته إذ زعم أنه تم تعذيبه خلال وجوده في السجن.
وعام 2020، عاد إلى سوريا، شارحا لأصدقائه أن العالم لم يهتم بما حدث معه، وفق الصحيفة.
وتفيد الصحيفة بأنه كان يعتقد أنه يمكنه تحقيق المزيد من خلال العودة إلى البلاد، إذ تلقى تطمينات من حكومة الأسد بأنه سيكون في أمان.
إلا أنه إثر ذلك، جرى اعتقال حماده فور وصوله إلى مطار دمشق الدولي، واختفى مجددا في السجون، وفق ما تشير الصحيفة.
وتم التعرف على جثته من قبل أقاربه بين نحو 40 جثة ملفوفة في أغطية ملطخة بالدماء وملقاة في ضواحي دمشق، بعد سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة.
قيصر
موقع وزارة الخارجية الأميركية يقول إنه تم تسمية “قانون قيصر” على اسم المصور السوري الذي شارك مع العالم آلاف الصور التي تعتقد الوزارة أنها توثق التعذيب في سجون سوريا.
ووقع الرئيس الأميركي على القانون في كانون الأول من العام 2019.
وفي تموز 2021، قالت الوزارة إنه تم تسليط الضوء على العديد من السجون التي تم إدراجها على لائحة العقوبات في الصور التي قدمها قيصر الذي انشق عن الجيش السوري بعد أن كان يعمل مصورا معه، وكشف عن معاملة السلطات القاسية للمعتقلين، وفق وصف الوزارة، التي أضافت أن هذا الإجراء يعزز أهداف القانون الذي سمي باسمه، ألا وهو قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا للعام 2019.
وبقيت هوية قيصر الحقيقية مجهولة لأسباب تتعلق بأمنه.
وبحسب وسائل إعلام، كان قيصر مصدر أكثر من 50 ألف صورة، استندت إليها أميركا في إعداد العقوبات على الحكومة السورية. (بلينكس – blinx)