هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وزير الخارجية غدعون ساعر في أعقاب قيامه بإغلاق السفارة الإسرائيلية في إيرلندا، واتهام دبلن بمعاداة السامية.
وقال لابيد في منشور عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “سيد ساعر، أقترح عليك عدم استخدام كلمة “العار”، لأن من خان وخدع كل من كان شريكا له لا يفهم المفهوم”.
وأضاف: “فيما يتعلق بالأمر نفسه: يجب أن يكون لإسرائيل سفارات تحديدا في الأماكن التي تشهد صراعات حادة مع الحكومة، ووزير الخارجية الذي لا يعنيه سوى الاستسلام والهروب من الصراعات لا يقوم بمهمته”.
وفي وقت سابق يوم الأحد، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل قررت إغلاق سفارتها في العاصمة الإيرلندية دبلن، وافتتاح سفارة جديدة في العاصمة المولدوفية كيشيناو بحلول عام 2025، في خطوة وصفها بأنها “إعادة ترتيب الأولويات الدبلوماسية لإسرائيل”.
وأرجع ساعر قرار إغلاق السفارة الإسرائيلية في دبلن إلى ما وصفه بـ”السياسات المعادية لإسرائيل” التي ادعى أن الحكومة الإيرلندية تتبناها، معتبرا أن “إيرلندا تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في تعاملها مع إسرائيل”.
وتعتبر خطوة إغلاق مبنى السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإيرلندية، وإعادة جميع الطاقم الدبلوماسي إلى إسرائيل، خطوة تمهيدية قبل اتخاذ قرار نهائي قد يصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين إيرلندا وإسرائيل.
وأشار ساعر، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، إلى أن إيرلندا كانت قد “اعترفت من جانب واحد الدولة الفلسطينية”، وأعلنت مؤخرًا عن انضمامها إلى دعوى جنوب إفريقيا القضائية في محكمة العدل الدولية، التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة.
ووصف ساعر سياسات إيرلندا بأنها “معادية للسامية وتستند إلى نزع الشرعية عن إسرائيل وشيطنتها”، مشيرًا إلى أن قرار إغلاق السفارة جاء استجابة لهذه المواقف، وأن إسرائيل ستعيد توجيه مواردها لتعزيز العلاقات مع الدول التي تسعى لتوسيع تعاونها مع إسرائيل.
وفي رده على قرار ساعر، قال رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، اليوم الأحد، إن قرار إسرائيل إغلاق سفارتها في دبلن “مؤسف للغاية”. فيما شدد على رفضه “تماما الادعاء بأن أيرلندا معادية لإسرائيل. أيرلندا مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي”.
وتابع هاريس في منشور على منصة “إكس” قائلا: إن “إيرلندا تريد حل الدولتين وأن تعيش إسرائيل وفلسطين في سلام وأمن. ستدافع إيرلندا دائما عن حقوق الإنسان والقانون الدولي. لا شيء سيثنينا عن ذلك”.
في المقابل، أعلن ساعر عن افتتاح سفارة إسرائيلية جديدة في مولدوفا، موضحًا أن العلاقات بين إسرائيل ومولدوفا “ودية”، مع رغبة متبادلة في توسيع وتعميق التعاون بين الجانبين. وأشار إلى أن مولدوفا فتحت بالفعل سفارة في إسرائيل، وأن الوقت قد حان لأن تفتتح إسرائيل سفارة خاصة بها في كيشيناو.
وأوضح وزير الخارجية الإسرائيلي أنه أبلغ نظيره المولدوفي، ميهاي بوبسوي، بالقرار، مشيرًا إلى أن افتتاح السفارة سيتم خلال عام 2025. كما وجه ساعر المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية بالبحث عن مقر مناسب للسفارة والبدء في عملية اختيار سفير لإسرائيل في مولدوفا.
وأكد ساعر أن إسرائيل ستعيد هيكلة تمثيلها الدبلوماسي بما يتماشى مع أولوياتها السياسية والدبلوماسية. وقال: “هناك دول ترغب في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، ولا توجد فيها حتى الآن سفارات إسرائيلية. سنعمل على تكييف النظام الدبلوماسي الإسرائيلي بما يتناسب مع مواقف هذه الدول وإجراءاتها تجاه إسرائيل في الساحة السياسية”.
في السياق، انتقد نائب رئيس وزراء إيرلندا ووزير الخارجية والدفاع ميشيل مارتن، قرار إسرائيل بإغلاق سفارتها في دبلن، مؤكدا أن بلاده لا تخطط إغلاق سفارتها في تل أبيب.
وقال مارتن في بيان: “نحن نؤمن بأهمية الحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسي مفتوحة، ونشعر بالحزن جراء اتخاذ إسرائيل هذا القرار”.
وأشار مارتن إلى أن المسؤوليات بموجب القانون الدولي هي التي تحدد موقف أيرلندا من التطورات في الشرق الأوسط، وأن جميع الدول يجب أن تلتزم بمسؤولياتها الناجمة عن القانون الدولي. (روسيا اليوم)