هل انتهى تهديد الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ مصير مخزونها ما زال غامضاً

19 ديسمبر 2024
هل انتهى تهديد الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ مصير مخزونها ما زال غامضاً


ترك الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا العديد من الأسئلة غير المجاب عنها، أبرزها مصير ترسانة الأسلحة الكيميائية التي امتلكها النظام واستخدمها ضد شعبه في مناسبات متعددة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. ورغم الجهود الدولية المتكررة لتفكيك هذه الأسلحة، لا يزال مصيرها يكتنفه الغموض.








في عام 2013، تبنّى مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع يقضي بتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية في أعقاب مجزرة الغوطة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص جراء استخدام غاز السارين من قبل النظام. وعلى الرغم من الإعلان عن تدمير هذه الأسلحة، وتأكيدات من الولايات المتحدة وروسيا بشأن إنجاز المهمة، تظهر دلائل جديدة على أن النظام لم يقم بتفكيك كامل ترسانته.

فقد نجح النظام في إخفاء جزء كبير من الأسلحة عن المراقبين الدوليين، واستمر في تجديد جزء آخر منها خلال السنوات اللاحقة.

في هذا السياق، أكدت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد على ضرورة تأمين ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا، وتدميرها بما يتوافق مع التزاماتها بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وقرارات مجلس الأمن.

وشددت المسؤولة الأميركية في حديثها في مجلس الأمن الثلاثاء على أهمية الحصول على ضمانات بشأن التزام سوريا بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في هذا الإطار.

مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون ضبط الأسلحة والردع والاستقرار، مالوري ستيوارت أكدت على أهمية هذا الملف، مشيرة إلى أن كل دول العالم الموقعة على اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية يجب أن تقلق من مسألة التعامل مع مخزونات الأسلحة السورية.

وأوضحت في حديث لقناة “الحرة” أن روسيا تحاول أن تتبع أي خيوط عن الأسلحة الكيماوية في المنطقة، وتعمل مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في محاولة لمنع انتشار أي مخزونات أسلحة متبقية.

وأضافت ستيوارت أن واشنطن تأمل في عدم وقوع هذه الأسلحة الخطيرة بيد “أي طرف ينوي استخدامها”، وهذا يلزم دول العالم أن تراقب عن كثب وأن تعمل على ذلك.

وكشفت عن وجود مساعي تبذلها واشنطن مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتحديد أماكن المخزونات المتبقية في سوريا، منوهة “أن الموقف في الداخل السوري مربك”.

وأشارت ستيوارت إلى أنه بعد انضمام دمشق للمنظمة في 2013 أعلن حينها نظام بشار الأسد عن مخزونات كبيرة من الأسلحة الكيماوية ومواقع إنتاجها، والتي تم تدميرها في 2015.

وأشارت إلى أن المخاوف من أن نظام الأسد لم يعلن عن كل مخزونه الحقيقي خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار الاستخدام اللاحق لتلك الفترة لمثل هذه الأسلحة في الداخل السوري، مضيفة أن العديد من الأسئلة التي تم توجيهها إلى دمشق في فترات سابقة بشأن هذه الأسلحة لم يتم الإجابة عنها.

ودعت إلى ضرورة تعاون الجميع في سوريا من أجل تسهيل عمل المنظمة لتدمير المخزونات الباقية، للتخلص من هذا التهديد العالمي.

ولم تجب ستيوارت بشأن المخاوف من أن تطال الضربات الإسرائيلية على مستودعات الأسلحة السورية أيا من هذه المخزونات الكيماوية بطريقة غير مدروسة، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية عليها أن تجيب عن هذه الاستفسارات.

وأكدت أن واشنطن تولي أهمية قصوى إلى تدمير مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا. (الحرة)