اعتبر المدير السابق لمؤسسة السلام في الشرق الأوسط جيفري أرونسون، أن كل الدول المحيطة بسوريا تحاول ممارسة سيطرتها على أجزاء مما يصفه بـ”كيان وطني هامد”.
ويزداد الجدل حول الأدوار التي تلعبها كل من إيران وتركيا وإسرائيل في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، خاصة بعد انحسار الدور الإيراني ومحاولة أنقرة ملء الفراغ السياسي والعسكري الذي خلفته طهران.
ورغم تأكيده على أن الإيرانيين في موقف “أضعف” مما كان موجودا قبل شهر، فإنه يرى أن “سوريا في بداية فصل جديد، والطريق لم ينته بعد، ولا نعرف مجموعات القوى التي ستتشكل” وفقا لأرونسون.
وقال خلال مقابلة على قناة “الحرة”: “هناك منافسة ما بين تركيا وإسرائيل أيضا، على من سيكون في مقعد القيادة بسوريا، ومن سيحاول أن يحمي مصالحه الوطنية الأمنية عبر الحدود”.
قال أيضا: “ما نراه هنا، ليس دولة أمة، وإنما جثة، وكل الأطراف تحاول أن تمارس دورا. وبالتأكيد تركيا وإسرائيل، كل واحدة تحاول أن تضبط سيطرتها على مناطق في سوريا، تشعر أنها حيوية بالنسبة لأمنها القومي أو مصالحها التاريخية”.
وتحذر أطراف إسرائيلية، من تعاظم الدور التركي في سوريا، ما يجعلها هي الأخرى في منافسة مع أنقرة لحصد مكاسب سقوط بشار وانحسار الوجود الإيراني.
ويعد انهيار نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الجاري، انعطافا مفصليا، ليس فقط في ما يخص مستقبل البلاد، بل أيضا في التحالفات الموجودة داخلها.
وبحسب خبراء، فإن زيادة المنافسة الإقليمية لملء الفراغ الناجم عن تقلص نفوذ إيران بعد سقوط الأسد، هو العنوان الأبرز للمرحلة.