طلبت السلطات الأوكرانية من دول الاتحاد الأوروبي التوقف عن تقديم الدعم للاجئين الأوكرانيين، وحرمان الرجال في سن الخدمة العسكرية من الخدمات القنصلية على أراضيها.
جاء ذلك وفقا لما أفادت به صحيفة “بايس” الإسبانية التي تابعت أن كييف تدرس اتخاذ أي إجراءات لحل الأزمة الديموغرافية لديها، و”تدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى وقف المساعدات للاجئين كإجراء للضغط عليهم، وعدم حصول الرجال في سن الخدمة العسكرية على الخدمات القنصلية”.
وتشير الصحيفة إلى قانون “الجنسية المزدوجة” الذي اعتمده البرلمان الأوكراني في القراءة الأولى، والذي تؤكد “بايس” أنه من بين محاولات كييف لإعادة المهاجرين.
وتقول عالمة الاجتماع في مركز رازومكوف الأوكراني أولغا بيتشولينا، في مقابلة مع “بايس”، إن الوضع الديموغرافي في أوكرانيا يمثل مشكلة كبيرة، ووفقا لها، يجب على وزارة الوحدة الأوكرانية المنشأة حديثا، تحفيز عودة المواطنين الذين غادروا، لكن ليس من الواضح بعد كيفية تنفيذ هذا.
ونقلت الصحيفة عن بيتشولينا قولها: “كيف؟ لا أحد يعرف، ولا توجد آليات لهذه العودة حتى الآن”.
ويلاحظ أيضا أنه من أجل عودة اللاجئين، من الضروري خلق ظروف معينة، بعضها لا يمكن ضمانه في الصراع الحالي. حيث يحتاج الأوكرانيون إلى فرص أمنية واقتصادية واجتماعية. وتشير الصحيفة إلى أن المهاجرين يريدون أيضا رؤية نظام تعليم ورعاية صحية عالية الجودة.
ومنذ نهاية شباط 2022، غادر البلاد نحو 6.7 مليون أوكرانيا، فيما ذكرت الأمم المتحدة أن بعض المناطق أخليت من السكان، وغادر الشباب، وبقي معظم كبار السن. وتوقعت مديرة المعهد الأوكراني للأبحاث الديموغرافية والاجتماعية إيلا ليبانوفا، نهاية تشرين الاول الماضي، انخفاض عدد السكان في أوكرانيا بسبب العدد الكبير من السكان المسنين وانخفاض معدل المواليد. ووفقا لها، حتى العودة “المعجزة” للأشخاص الذين غادروا البلاد، لن تكون هناك إمكانية لإنقاذ الوضع.
وكان الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، على خلفية النقص في الأفراد والتعبئة الشاملة المستمرة، قد طلب من القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر سيرسكي باتباع نهج مختلف لتعبئة وتناوب الجيش من أجل إشراك ما يقرب من مليون شخص لم يقاتلوا على الجبهة.
وقد تم تطبيق نظام الأحكام العرفية في أوكرانيا منذ 24 شباط 2022، وفي اليوم التالي وقع زيلينسكي مرسوم التعبئة العامة، والذي يحظر بموجبه مغادرة أوكرانيا للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما خلال فترة الأحكام العرفية. وفي تشرين الاول ذكرت مجلة “تايم”، نقلا عن أحد مساعدي زيلينسكي، أن صفوف القوات الأوكرانية أصبحت ضئيلة للغاية لدرجة أن مكاتب التسجيل والتجنيد العسكري اضطرت إلى تجنيد أشخاص يبلغ متوسط أعمارهم 43 عاما. وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد ذكرت في وقت سابق أن أوكرانيا تسعى لتجنيد المزيد من النساء في الجيش، ما يشير إلى خسائر فادحة في القوات المسلحة الأوكرانية. (روسيا اليوم)