ذكر موقع “FirstPost” الأميركي أنه “بعد إسكات إيران، وضرب حماس، وإجبار حزب الله على وقف إطلاق النار، يبدو أن الهدف التالي لإسرائيل هم الحوثيون في اليمن. وفي الأسبوعين الماضيين، تبادلت إسرائيل والحوثيون إطلاق النار أربع مرات على الأقل، وتعهد القادة الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، بفرض تكاليف على الحوثيين لاستمرار عدوانهم. وقال نتنياهو إن إسرائيل ستهاجم الحوثيين بكل عزم، وتابع قائلاً: “إن الولايات المتحدة، ودول أخرى مثلنا، ترى في الحوثيين تهديدًا، ليس فقط للشحن العالمي، بل أيضًا للنظام العالمي. وكما عملنا بقوة ضد الأذرع الإرهابية لمحور الشر الإيراني، فإننا سنعمل ضد الحوثيين… بالقوة والتصميم والذكاء”.”
وبحسب الموقع، “في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، أعلن نتنياهو الحرب على الحركة. وبعد وقت قصير من بدء الصراع، تعهد نتنياهو بتغيير الشرق الأوسط، وقال حينها: “إن ما ستمر به حماس سيكون صعبًا ورهيبًا، نحن بالفعل في خضم الحملة ولم نبدأها بعد. أطلب منكم الصمود لأننا سنغير الشرق الأوسط”. وبعد مرور أكثر من عام، تغيرت المنطقة بالفعل. فلقد تحولت حماس، التي كانت تحكم غزة بقبضة من حديد، من نظام شمولي إلى حركة تمرد. فقد مات قادتها، وتقلصت صفوفها، ودُمرت معظم بنيتها الأساسية، بما في ذلك أنفاقها تحت الأرض الثمينة”.
وتابع الموقع، “في لبنان، تعرض حزب الله لضربات موجعة. فقد تم اغتيال قياداته، وتقلصت قدراته على شن الحرب بشكل كبير، وقُتِل الآلاف من مقاتليه، وتقلصت سيطرته على الأراضي. وتقلصت قوة الحزب بعد تفجيرات أجهزة النداء واللاسلكي التي قادتها الاستخبارات الإسرائيلية، والتي أعقبتها بعض من أكثر حملات القصف كثافة منذ عقود، ولاحقاً غزو بري واسع النطاق. وفي الوقت عينه تقريباً، أصبحت إيران أيضاً ضعيفة إلى حد كبير. فبعد الهجمات الإسرائيلية، لم تعد إيران في وضع يسمح لها بمساعدة حماس أو حزب الله. وعلى هذا فقد قرر حزب الله اللجوء إلى وقف إطلاق النار، ويبدو أن حماس ستقوم بالشيء عينه، كما وتشير التقارير إلى أن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل بات في الأفق. ومع تعرض إيران وحزب الله للضربات، اغتنمت جماعات المعارضة في سوريا الفرصة وأطاحت بالرئيس الذي حكم البلاد لفترة طويلة. ومع خروج بشار الأسد من السلطة في سوريا، خسرت إيران وحزب الله عمقهما الاستراتيجي في المنطقة”.
ورأى الموقع أن “الحوثيين في اليمن هم آخر من صمدوا في “محور المقاومة” الإيراني ضد إسرائيل. وكانت هناك تقارير تفيد بأن الفصائل الشيعية المدعومة من إيران والمتمركزة في العراق قررت أيضًا عدم متابعة الصراع مع إسرائيل. وفي أعقاب تصعيد الصراع وتصريحات القادة الإسرائيليين التي تؤكد على الانتقام، يبدو بشكل متزايد أن اليمن قد يكون ساحة المعركة التالية في غرب آسيا بعد غزة ولبنان.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الحوثيين قائلاً: “سنضرب البنية التحتية الاستراتيجية للحوثيين ونقطع رؤوس قادتها. تمامًا كما فعلنا مع اسماعيل هنية ويحيى السنوار وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، سنفعل في الحديدة وصنعاء”.”
وبحسب الموقع، “رغم أن إسرائيل كشفت عن نيتها في معاقبة الحوثيين، فإن إصدار التهديد أسهل كثيراً من تنفيذه. أولاً، الحوثيون بعيدون تماماً عن إسرائيل، وبالتالي لا تستطيع الأخيرة أن تضربهم بالطريقة التي ضربت بها حماس في قطاع غزة المجاور وحزب الله في لبنان المجاور. ثانياً، على الرغم من أن الحوثيين جزء من “محور المقاومة” الذي ترعاه إيران في المنطقة، فإنهم لا يشتركون مع إيران في نفس العلاقة التي كانت تربط حماس أو حزب الله. وهذا يعني أنه على الرغم من دعمهم لبعضهم البعض، فإن الحوثيين يتمتعون باستقلالية في اتخاذ القرار، وهذا يعني أنه في حين تستطيع إيران الضغط على حماس أو حزب الله لإبرام السلام مع إسرائيل، فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك مع الحوثيين. وعلاوة على ذلك، وبما أن الحوثيين هم القوة الوحيدة المتبقية، فقد ازداد الدعم من إيران. وباختصار، أصبحت الجماعة أكثر جرأة من أي وقت مضى في الوقت الحالي”.
وختم الموقع، “في حين تستطيع إسرائيل تنفيذ غارات جوية متقطعة داخل اليمن لمعاقبة الحوثيين، فإن حملة مشتركة منهجية مع الولايات المتحدة وغيرها من الجيوش الغربية فقط قد توجه ضربة قوية كافية لدفع المجموعة إلى تقليص أنشطتها”.