رأى تقرير لصحيفة “المونيتور” أن الغارات الإسرائيلية على الأهداف الحوثية في اليمن قد تكون مقدمة لاستهداف المواقع النووية الإيرانية.
وذكر التقرير أن إسرائيل تناقش ما إذا كان عليها اغتنام الفرصة السانحة واستهداف مواقع لا تقتصر على الحوثيين في اليمن، بل تمتد أيضاً إلى البرنامج النووي الإيراني بأكمله.
وفي حين تُشكل هجمات الحوثيين مصدر قلق كبيراً للإسرائيليين، فإنها “طفيفة” مقارنة بالمعضلة التاريخية التي يواجهها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته حالياً، مع اقتراب طهران من العتبة النووية.
وقال ضابط مخابرات إسرائيلي سابق لـ”المونيتور”، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن “إيران في مرحلة متدنية خصوصاً من الناحية الأمنية، إنها مكشوفة وضعيفة، والإغراء لاغتنام الفرصة وضربها الآن عظيم”.
وتابع الضابط أن “القوات الجوية الإسرائيلية قوضت الدفاع الجوي لطهران، وعرّضت قدرتها على إنتاج الصواريخ الباليستية لأضرار بالغة”.
وأكد التقرير أنه مع ترقب وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإنَّ كل الظروف تتوافر تماماً للسماح لإسرائيل بتنفيذ ما كانت تهدد بتنفيذه منذ 15 عاماً.
وأشار إلى أن الجدل الدائر في إسرائيل حول ما إذا كان ينبغي شن هجوم واسع النطاق على إيران “أمر حقيقي”.
ونقل التقرير عن مصادر أمنية قولها إن مدير الموساد ديفيد بارنيا يؤيد النهج الهجومي، مطالباً إسرائيل باستغلال هذه الفرصة.
وفي حين أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تزال أقل حماساً، فإن وزراء الحكومة اليمينيين المتطرفين، إلى جانب وزير الخارجية جدعون سار، يدعمون نهج رئيس الموساد.
وبحسب التقرير، فإن القرار النهائي يبقى في يد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي “لا يجيد اتخاذ قرارات من هذا النوع، بل إن التاريخ يُظهر أنه تم جره إلى مثل هذه القرارات بدافع الضرورة”.
وأكدت الصحيفة أنه بصرف النظر عن النقاش الدائر في إسرائيل، فإن القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب منذ مدة على توجيه ضربة محتملة لبرنامج إيران النووي.
وفي حين يُمكن اعتبار الضربات الجوية على اليمن بمرتبة اختبار تجريبي لرحلات تشغيلية طويلة ومعقدة، فإن القضاء على القدرة النووية الإيرانية سيكون أكثر تعقيداً بكثير من أي عملية قامت بها القوات الجوية الإسرائيلية على إطلاقاً.
وبلا شك، لن تبدو هذه العملية مثل ضربة عام 1981 التي دمرت المفاعل النووي العراقي، أو ضربة عام 2007 على مفاعل دير الزور السوري.
ونقل التقرير عن “مصدر رفيع المستوى” في وزارة الدفاع الإسرائيلية، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله: “في إيران نوع مختلف من البنية التحتية النووية؛ نحن لا نتحدث عن مفاعل واحد يمكن تدميره بضربة واحدة، بل عن تسع منشآت على الأقل، شُيِّد معظمها على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض”.
وخلص التقرير، استناداً إلى محللين، إلى أن أي ضربة إسرائيلية للمرافق النووية الإيرانية، رغم أن قرارها النهائي على ما يبدو سيكون بيد الرئيس القادم ترامب، لن تكون فعالة في منع تخصيب اليورانيوم، وجل ما يمكن أن تحققه هو تأخير تطوير قنبلتها النووية لمدة محدودة.
وفي المقابل، قد توفر ضربة كهذه لإيران الذريعة للمرشد الأعلى علي خامنئي للالتزام علناً بمواصلة تطوير القنبلة النووية بشكل كامل، وفقًا لـ”المونيتور”. (إرم نيوز)