هل هذه هي بداية النهاية للنظام الإيراني؟

29 ديسمبر 2024
هل هذه هي بداية النهاية للنظام الإيراني؟

ذكر موقع “Eurasia Review” أن “الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد لا تشير فقط إلى تحول عميق في السياسة الإقليمية، بل إنها تكشف أيضاً عن نقاط الضعف البنيوية للفاشية الدينية التي تحكم إيران. إن المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، الذي اعتبر سوريا عمقه الاستراتيجي، يواجه الآن انهيار أحد أكثر الحواجز أهمية في وجه نظامه في مواجهة التفكك الداخلي. لقد أصبح الفساد البنيوي والعجز العسكري للجيش السوري واضحاً بالفعل خلال الحرب الأهلية في البلاد. ومع ذلك، فإن التطور الجديد هو الانهيار النفسي وإحباط وكلاء النظام الإيراني، مما يؤكد هزيمتهم الاستراتيجية، وتفككهم التنظيمي، وافتقار قواتهم إلى الدافع”.

وبحسب الموقع، “إن سقوط الأسد له عواقب تتجاوز حدود سوريا. فلقد كشف هذا الحدث بوضوح عن الضعف الحقيقي للنظام الإيراني وعجز الحرس الثوري الإسلامي عن الحفاظ على نفوذه الإقليمي. لم يعد الحرس الثوري الإسلامي، الذي خدم لفترة طويلة كجهاز عسكري وأمني لخامنئي، قادرًا على دعم استراتيجية دعم الفصائل بالوكالة في الشرق الأوسط، إن فشل هذه الاستراتيجية يشير إلى نهاية سياسات النظام التوسعية وبداية سقوطه. ومع انهيار أحد الركائز الإقليمية الأساسية للنظام، أصبحت الظروف مهيأة لتوسع الانتفاضات الشعبية داخل إيران وتسريع المزيد من التغييرات السياسية”.
وتابع الموقع، “لقد كانت إحدى أدوات النظام الإيراني في السياسة الخارجية هي جهود الضغط المكثفة في الدول الغربية، وقد كُلِّفت هذه اللوبيات بتقديم صورة زائفة عن قوة النظام واستقراره مع إنكار البديل الديمقراطي، ألا وهو المقاومة الإيرانية. وقد سعت هذه الجهود إلى إخفاء قدرة المقاومة الإيرانية على الإطاحة بالنظام ورفض الأنشطة الواسعة النطاق لمعازل المقاومة في المدن الإيرانية. لكن التطورات الأخيرة أحبطت هذه الاستراتيجية، فلم يعد بإمكان المجتمع الدولي أن يظل غير مبالٍ بإرادة الشعب الإيراني لتحقيق الحرية والديمقراطية. إن القرار الحزبي رقم 1148 الصادر عن الكونغرس الأميركي، والذي يعترف بحق الشعب الإيراني في مقاومة الظلم والسعي إلى التغيير، يعكس الدبلوماسية الثورية للمقاومة الإيرانية”.
وأضاف الموقع، “في أعقاب هزائمه الإقليمية، سارع النظام الإيراني إلى تسريع برنامجه للأسلحة النووية. والهدف من هذا البرنامج ليس توفير الأمن القومي بل خلق أداة للحفاظ على بقاء النظام. وفي ظل هذه الظروف، فإن تفعيل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231 أمر ضروري، ومن شأن هذه الخطوة أن تمكن المجتمع الدولي من زيادة الضغوط الدولية للحد من التهديدات النووية للنظام الإيراني. والحقيقة هي أن الحل المستدام الوحيد لمنع التهديدات النووية هو الإطاحة بالنظام الإيراني من قبل شعبه والمقاومة. فهم القوة الأساسية للتغيير، بدعم من شبكة منظمة من وحدات المقاومة وحركة المقاومة التي تمتد عبر العالم”.
وبحسب الموقع، “إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، المعترف به كبديل ديمقراطي للنظام، يؤكد أن هدفه هو نقل السلطة إلى الشعب الإيراني، وقد أكدت السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المنتخبة للفترة الانتقالية، هذا في رسالتها إلى اجتماع الكونغرس الأميركي. وتتوقع المقاومة من الدول الغربية فرض عقوبات شاملة وإغلاق القنوات المالية للنظام الإيراني، بالإضافة إلى وقف أنشطة المنظمات السرية للنظام في الخارج بشكل كامل”.
ورأى الموقع أن “سقوط الأسد، أحد أكبر حلفاء إيران، لا يعني هزيمة لسياسات خامنئي الإقليمية فحسب، بل إنه أيضاً جرس إنذار لبقاء النظام الحاكم في مجمله. إن هذا التطور يؤكد على حقيقة مفادها أن النظام الإيراني لم يعد قادراً على الحفاظ على هياكله الإقليمية ويتجه بسرعة نحو الانحدار. والأهم من هذه الهزيمة الإقليمية هو تصميم الشعب الإيراني والمقاومة على إحداث التغيير. وتسلط التطورات الأخيرة الضوء على مرحلة تاريخية في نضال الشعب الإيراني، مرحلة حيث تحل الحرية والديمقراطية محل الطغيان والقمع. وفي هذه الرحلة، يتعين على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب الشعب الإيراني ويدعم حقوقه، وأن يلعب دوراً مهما في تسريع هذه التغييرات. والآن هو الوقت المناسب لكل الدول لدعم المقاومة الإيرانية وإظهار للنظام في طهران أن عصر الدكتاتورية في إيران قد انتهى”.