انتشرت ظاهرة تداول الدولارات المزورة في أسواق دمشق بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مما بات يشكل تحدياً جدياً على الأسواق السورية ويؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي. وتزايدت هذه الظاهرة بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد، ما أدى إلى دخول كميات كبيرة من الدولار المزور، خاصة بعد ازدياد تدفق الأجانب إلى سوريا في الفترة الأخيرة.
يشير الشاب السوري عبد الله، الذي أصبح خبيرًا في التمييز بين الدولار المزور والسليم، إلى أن هناك العديد من الأشخاص في دمشق يتعاملون بالدولارات المزورة دون دراية، ما يخلق فوضى في الأسواق. ويقول عبد الله لـ”سبوتنيك” إن الفارق بين الدولار المزور والصحيح أصبح في كثير من الأحيان غير واضح للكثير من الناس، لافتًا إلى أن هناك نسبة كبيرة من هذه العملات المزورة يتم تداولها بشكل طبيعي من قبل الصرافين.
والدولار المزور في الأسواق السورية يصل إلى درجة تطابق مع الأصلي بنسبة قد تصل إلى 95%، ما يزيد من صعوبة اكتشافه ويثير القلق في أوساط المواطنين والتجار على حد سواء. من جهته، يوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عمار اليوسف أن دخول الدولار المزور إلى سوريا يعود إلى العوامل الاقتصادية المتدهورة والضغط على الأسواق التي تشهد حاجة ماسة للعملة الصعبة. كما أشار إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، بل مشابهة لما حدث في لبنان وتركيا، حيث تم تداول دولارات مزورة من فئة 50 دولارًا.
ويأتي انتشار هذه الظاهرة في وقت يعاني فيه الاقتصاد السوري من ضغوط كبيرة نتيجة تدهور الأوضاع المالية، حيث يُعتبر انتشار العملات المزورة تهديدًا إضافيًا للاستقرار المالي في البلاد.
ويقول الخبير الاقتصادي الدكتور عمار اليوسف إن السمة الغالبة لأي بلد يصبح لديه اضطرابات سياسية تنعكس على الاقتصاد، مما يؤدي إلى دخول كميات كبيرة من الدولار المزور نتيجة تعطش الأسواق للدولار من ناحية أولى، إضافة إلى عدم وجود خبرة كافية لدى المواطنين تمكنهم من معرفة ما إذا كان هذا الدولار مزورًا أم لا، لذلك يمكن القول إن السوق تكون خصبة وجاذبة لجميع أنواع التزوير الموجودة في العالم. (سبوتنيك)