جيش سوريا الحرة إلى المشهد من جديد.. ما قصته؟ وما هي أهدافه؟

4 يناير 2025
جيش سوريا الحرة إلى المشهد من جديد.. ما قصته؟ وما هي أهدافه؟


أكد “جيش سوريا الحرة” عودته إلى المشهد السياسي في سوريا، مشددًا على عدم وجود أي تعارض مع الإدارة السورية الحالية.

وفي مقابلة مع مجلة “نيوزويك” الأميركية، أشار قائده سالم تركي العنتري إلى غيابه عن الاجتماع الأخير للفصائل، الذي هدف إلى دمج مختلف التشكيلات في الجيش السوري الجديد.


ويُذكر أن هذا الجيش تأسس خلال السنوات الأولى من الثورة السورية، حيث نشأ من انشقاق عدد من الضباط والجنود، وكان يُعرف آنذاك باسم “جيش سوريا الجديد” أو “جيش مغاوير الثورة”.

وكانت الولايات المتحدة قد أشرفت على تدريب جيش المغاوير خلال تلك المرحلة، لكنه تفكك عام 2016، ليُعاد تشكيله لاحقًا تحت مسمى “جيش سوريا الحرة” عام 2022، ويتمركز حاليًا في منطقة التنف بالقرب من القاعدة الأمريكية هناك.

محاولة لتعزيز النفوذ
ويرى المحلل السياسي مازن بلال أن هذا الفصيل لم يُثبت فاعليته في السابق، إذ فشل في التقدم من التنف إلى دير الزور، ويقول لـ “إرم نيوز” إن “جيش سوريا الحرة موجود في منطقة التنف تحت الحماية الأمريكية، وله اتصالات مع بعض الدول في الجنوب العربي”، وفق تعبيره.

ويعتبر بلال أن محاولة “جيش سوريا الحرة” دخول المشهد السياسي والمشاركة في بناء الجيش السوري الجديد تعكس التوازنات القائمة على الأرض، حيث تهدف هذه المحاولة إلى منع تركيا من الانفراد بالنفوذ داخل سوريا.

كما أن دعوة قائد “جيش سوريا الحرة” للقوات الأمريكية للبقاء في سوريا تتماشى مع الأدوار التي قد يُكلف بها في المرحلة المقبلة، إذ يوضح بلال أن “القوات الأميركية باقية، سواء طُلب منها ذلك أم لا، فهي تسعى إلى حفظ التوازن وحماية قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.

دور سياسي وعسكري

وبدوره، يرى المحلل السياسي عصام عزوز أن محاولة “جيش سوريا الحرة” الانخراط في المشهد السياسي والمشاركة في تشكيل الجيش السوري الجديد تعكس الصراع السياسي الحاصل في البلاد، حيث يتم العمل على إدخال تأثيرات دولية وإقليمية في المشروع السوري القادم.

ورغم أن التقديرات تشير إلى أن تعداد “جيش سوريا الحرة” لا يتجاوز بضع مئات من المقاتلين، إلا أن عزوز يؤكد أن الدعم الأميركي سيكون العامل الحاسم في تعزيز دوره خلال الفترة القادمة.

وأضاف أن “القضية ليست في عدد المقاتلين، بل بنوعية السلاح، والتغطية الجوية، وحجم الدعم السياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة، فهذه العوامل قادرة على منح أي فصيل دورًا مؤثرًا في المشهد العسكري والسياسي”.

وتشير مصادر ميدانية في دير الزور والبادية السورية، لـ “إرم نيوز”, إلى أن “جيش سوريا الحرة” يُعد حاليًا كيانًا ضعيفًا ومشتتًا، ولولا تمركزه بالقرب من القاعدة الأمريكية في التنف، لكان قد تلاشى منذ زمن، وقد برزت هشاشته بوضوح خلال معاركه السابقة. (ارم نيوز)