غزة ما بعد الحرب.. صراع بين حماس والسلطة

17 يناير 2025
غزة ما بعد الحرب.. صراع بين حماس والسلطة


مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، تبرز تساؤلات حول مستقبل القطاع ومن سيتولى إدارته وسط تحديات سياسية وإنسانية متفاقمة. الصراع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس يعكس مدى الانقسام الداخلي، وهو ما يزداد وضوحًا عقب كل مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.








عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال نزال، شدد في تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية” على أن السلطة الفلسطينية ترفض أي ترتيبات مستقبلية لغزة دون مشاركتها، مؤكدًا أن حماس يجب أن تتنحى عن الحكم لإفساح المجال أمام “فرصة حقيقية” للشعب الفلسطيني.

ورغم تراجع نفوذها في القطاع منذ 2007، أكد نزال أن السلطة استمرت في تحمل مسؤولياتها بتمويل قطاعات حيوية كالتعليم والصحة والبنية التحتية.
 
نزال شدد أيضا على أهمية الدعم العربي والدولي لدولة فلسطين باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، مضيفًا: “العالم يعترف بدولة فلسطين، ولن يقبل التعامل مع حكومة تقودها حماس إلا إذا جرت انتخابات مستقبلاً وفق الأطر الديمقراطية”. لكنه أشار إلى أن السلطة الفلسطينية “لم تعد مستعدة لتنظيف الفوضى التي تتركها حماس بعد كل جولة من الصراعات”.

من جانب آخر، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة، حسام الدجني، أن أي رؤية مستقبلية لإدارة القطاع يجب أن تتبنى استراتيجية شاملة تضم جميع الأطراف الفلسطينية.

وأوضح أن “غزة بحاجة إلى أبنائها والمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي، لأن ما حدث في القطاع أشبه بالزلزال”.

الدجني أشار إلى أن الاتفاقات الأخيرة تُظهر أن “من ساغ هذا الاتفاق لا يقبل حاليا بأي من حماس أو السلطة الفلسطينية كجهة رئيسية لإدارة القطاع”.

ودعا إلى التفكير بمنظور إنساني وسياسي شامل لإعادة إعمار غزة وإدارتها بطريقة تضمن تعاون كل الأطراف.

السيناريوهات المحتملة
إسرائيل أعلنت بوضوح رفضها لوجود حماس أو السلطة الفلسطينية كجهة حاكمة في غزة، مما يفتح الباب أمام خيارات أخرى. وفقًا لما صرح به وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تتضمن الخطة الأميركية إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع بمشاركة ممثلين فلسطينيين، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

جمال نزال علق على هذه الترتيبات قائلاً: “الاتفاقات الدولية، مثل اتفاقية المعابر لعام 2005، تؤكد أن أي إدارة لغزة يجب أن تتم بمشاركة السلطة الفلسطينية والدول الشريكة”.

من جانبه، أكد حسام الدجني أن المرحلة القادمة تتطلب “رؤية فلسطينية موحدة تجمع كافة الأطراف وتضمن مشاركة الجميع في إعادة الإعمار وإدارة القطاع”. (سكاي نيوز)