ماذا يُخطط ترامب لسوريا؟ خبراء يكشفون

20 يناير 2025
ماذا يُخطط ترامب لسوريا؟ خبراء يكشفون

يترقب العالم بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تسلم بشكل رسمي، مهامه اليوم.

 

 
وتنتظر منطقة الشرق الأوسط، كغيرها من المناطق في العالم، ما سيتخذه ترامب من قرارات بناء على وعوده السابقة، بعد أن تحدّث أكثر من مرة عن سعيه إلى إحلال السلام ووقف الحروب.

لكن سوريا، قد تكون معنية أكثر من غيرها بما يحمله ترامب لها، في ظل التغيير الدراماتيكي الكبير الذي شهدته البلاد في “الوقت المستقطع” بين نهاية ولاية الرئيس السابق جو بايدن وتسلم ترامب لولايته الثانية، حيث عاشت سوريا تحولاً كبيراً بسقوط نظام بشار الأسد، وتصدر هيئة تحرير الشام للمشهد. 

ويعتقد كثيرون أن رؤية ترامب لسوريا قد تتأثر بالخطط الإسرائيلية التي بدأت على الأرض في اللحظة التي سقط فيها نظام الأسد، حيث يجاهر مسؤولوها بعدائهم للإدارة الجديدة، ورغبتهم بتقسيم البلاد إلى أكثر من دولة.

بالمقابل، يرجح مراقبون أن يكون لتركيا القول الفصل في سوريا، بعد تعزيز موقعها فيها، في ظل توقعات بأنها ستخوض مفاوضات شاقة مع الأميركيين بشأن الوضع الكردي ووضع شمال شرقي سوريا. 

كذلك، نجحت أنقرة في توسيع هامش نفوذها ومصالحها، فيما يبرز اهتمام عربي بالتقدم أكثر باتجاه سوريا، وسط معلومات أصبحت مؤكدة عن الاستعداد للانخراط أكثر في مشاريع كثيرة سياسياً، واقتصادياً، مع الإشارة إلى أن مسؤولين عربا نقلوا مواقف واضحة إلى القيادة السورية الجديدة، بأن هناك فرصة حقيقية لنجاح هذه التجربة مع توفير الظروف الملائمة كلها لتحقيق الانتقال السياسي السلس، ودورا يمكن أن تلعبه بعض الدول العربية لإقناع ترامب في إعطاء الإدارة السورية الجديدة فرصة لتحقيق هذا الانتقال.

مفاجآت خطرة

يعتقد الكاتب السياسي السوري مازن بلال أن ترامب يبحث عن مشروع كامل في شرقي المتوسط، يشكل سداً تجارياً في مواجهة النشاط الصيني، ما يعني “على المستوى النظري” أن مشروعه يبحث عن الاستقرار وإنهاء مسارات العنف.

 

ويضيف بلال في تصريحات لـ “إرم نيوز” أنه وفقا لهذا التصور هناك مرحلة للحد من الطموحات العنيفة التي يحملها التطرف الإسرائيلي، ولكن المنطقة تحمل مفاجآت خطرة، وإدارة ترامب تنظر إلى سوريا وفق الشكل الأوسع للمشروع في الشرق الأوسط.

 

وبخصوص العقوبات الأميركية على سوريا، يرى الكاتب السياسي السوري أن سحبها سيكون عملية سياسية طويلة تحتاج إلى موافقات من الكونغرس ولشروط سياسية مرتبطة بالانفصال السياسي، وفي نهاية المطاف هذا الأمر يتطلب تفاهمات إقليمية ودولية معقدة، وفقا للكاتب.

ما بين ترامب الأول.. والثاني

 

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني علي حمادة، يرى أن المسألة السورية لا تزال في بداياتها، وأن الانقلاب الجيوسياسي في سوريا هو انقلاب عميق جدا وتداعياته سوف تتردد لسنوات طويلة مقبلة.

ويقول حمادة لـ “إرم نيوز” إنه “من المهم بمكان القول والاعتراف بأن ثمة فارقا ما بين ترامب الأول وترامب الثاني، حيث لا نزال نتلمس مسار ترامب وما يمكن أن يقوم به، اعتمادا على بعض التصريحات المتناثرة من هنا وهناك طوال حملته الأخيرة وصولا إلى يوم التنصيب، لافتا إلى أن التوقع صعب، خصوصا مع شخص مثل ترامب.

ويضيف المحلل السياسي اللبناني: “لا شك أن هناك بعض الملفات التي سوف يحاول ترامب أن يحسمها، وهي الملف الروسي الأوكراني، وهذا أمر واضح للعيان”.

أما في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط فيرى حمادة أنها لا تأتي في طليعة الاهتمام؛ لأن التنافس مع الصين أهم بكثير من أي شيء.

لكن حمادة يشير إلى أن علاقة ترامب الشخصية غير الجيدة مع نتنياهو لن تمنعه من العمل على تحسين وضعية إسرائيل ودعم مسار الاتفاقات الإبراهيمية التي يعتبرها إحدى إنجازاته الشخصية، والسعي لتوسيعها، إضافة إلى أنه سيكون داعما للإسرائيليين فيما يتعلق بالوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط. 

مصير.. غامض

 

بالنسبة لسوريا، يعتقد الكاتب حمادة، أنها معرضة لكل الاحتمالات بما فيها التقسيم، لكن مع الإشارة إلى أن ترامب ليس هو من سيقسمها، موضحاً أنَّ “سوريا تعاني من إشكالية كبيرة، وهي التنوع والتنافر ما بين الإثنيات والطوائف، وبالتالي فإن وحدة سوريا غير مضمونة.

ويشير حمادة إلى المسعى الإسرائيلي لإقامة “كوريدور أو ممر داوود”، وهو هدف غير مخفي، لافتاً إلى أن “هناك مؤشرات لهذا الممر بدأت ترتسم ملامحها من جنوب لبنان وصولا إلى الجولان والقنيطرة ودرعا وربما لاحقا محافظة السويداء والبادية”.

ويرى المحلل اللبناني أن هذا المخطط يريح في مكان ما الأميركيين من أجل عزل سوريا عن العراق الواقع تحت سيطرة الإيرانيين حتى اليوم.

ويختم حمادة حديثه بالقول إن الوضع السوري لا يزال في مخاض عميق، وهو معقد، مشيرا إلى أن وحدة سوريا ممكنة ربما في إطار فيدرالي، لكن تقسيمها حتى الآن ليس محسوما، لأن كل الأوراق على الطاولة الآن. (إرم نيوز)