انتصار حماس يُعيد ضخّ الاوكسيجين لمحور المقاومة

21 يناير 2025
انتصار حماس يُعيد ضخّ الاوكسيجين لمحور المقاومة


من الواضح أنّ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة أظهر المقاومة الفلسطينية المُمثّلة بـ “حماس” منتصرة بشكل كامل على الاحتلال الاسرائيلي، رغم كل الأثمان الباهظة التي دفعها القطاع وأهله خلال عام ونصف العام تقريباً.

 لذلك فإنّ الواقع الراهن اليوم ستكون له تداعيات مباشرة على اسرائيل وعلى المنطقة عموماً بالرغم من صغر حجم قطاع غزّة، الا أن المسار السياسي الذي ستأخذه المنطقة سيكون مرتبطاً بشكل مباشر بمشهدية النصر التي ظهّرتها “حماس” أمام الرأي العام العربي والغربي. 

عملت “حركة حماس” بشكل واضح على تثبيت انتصارها اعلامياً من خلال شكل عملية التبادل وإصرارها على استعراض المظاهر المسلّحة، ما يعني أن المقاومة لا تزال موجودة وأنّ “حماس” التي قررت التنازل بشكل نسبي عن حُكم غزّة لا تزال بإمكانها وبسهولة في أي لحظة سياسية فرض نفوذها على القطاع المُحاصر. كما أن انتصار “حماس” أعاد ضخّ الاوكسيجين لمحور المقاومة ككُلّ، خصوصاً وأنه سيكون لهذا “الانتصار” تردّدات في الداخل الاسرائيلي في ظلّ مجيء الإدارة الاميركية الجديدة، إذ ستبدأ الخلافات الداخلية بالظهور تدريجياً سيّما وأن من أطلق “طوفان الأقصى” – أي “حماس”- بات اليوم بطلاً منتصراً في عين الرأي العام الاسرائيلي والغربي، وبالتالي لا معنى لكل ما أسمته اسرائيل انتصارات في المنطقة ما دامت عجزت عن تحقيق أهدافها في الحرب مع “حماس”، وبدقّة أكثر فإنّ ما حصل مع “حماس” قد حصل أيضاً مع القوى الأخرى التي ادّعت اسرائيل هزيمتها. 

سيستفيد محور المُقاومة من انتصار المقاومة الفلسطينية على الصُعد كافة ، الأول هو إعادة تظهير إمكانية الانتصار على اسرائيل، لطالما استطاعت “حماس”، وهي التنظيم الأصغر في محور المقاومة، إلزام اسرائيل بتسوية مشرّفة فإنّ الأمر ينسحب أيضاً على “حزب الله” وسواه من قوى المقاومة في المنطقة. ثانياً،  فإنّ الخلافات التي ستظهر في المجتمع الاسرائيلي ستؤدّي بشكل حاسم الى انشغال “تل أبيب” عن “حماس” وحلفائها في المرحلة المقبلة. 

ترى مصادر عسكرية مطّلعة أن إعادة تشكيل الشرق الأوسط ليس مرتبطاً فقط بحدث فلسطيني أو اسرائيلي إنما بأمرين أساسيين؛ 
التطورات في المشهد السوري، وهنا قد تلعب “حماس” – المنتصرة- دوراً في تقريب وجهات النظر بين حلفائها، حليفها الأول “حزب الله” والثاني الإدارة الجديدة في سوريا، وهذا الأمر سيؤدي أيضاً الى تشكيل معالم المرحلة. اضف الى ذلك تطوّر السياق الاميركي والأداء السياسي وربما العسكري لإدارة الرئيس دونالد ترامب لاحقاً.