نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي (inss) تقريراً قال فيه إن النصر الذي أرادت إسرائيل تحقيقه ضدّ حركة “حماس” لم يتحقق خلال الحرب الأخيرة التي شهدها قطاع غزة منذ شهر تشرين الأول 2023.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ أهداف إسرائيل الأساسية في الحرب ضد “حماس” لم تتحقق وهي تفكيك قدراتها العسكرية والحكومية بالكامل، وأضاف: “على الرغم من تكبدها خسائر كبيرة تفوق إنجازاتها، فقد تمكنت حماس من البقاء على قيد الحياة. ولذلك، ينبغي لإسرائيل في هذه المرحلة أن تركز على جهدين رئيسيين: وضع الإطار النهائي لإعادة الرهائن ــ وهي ضرورة متجذرة في التقاليد اليهودية وأهميتها الأخلاقية في المجتمع الإسرائيلي؛ والاستفادة من فكرة طرد سكان غزة، كما اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتشجيع مشاركة الدول العربية في استقرار وإعادة بناء قطاع غزة مع ضمان عدم استعادة حماس السيطرة”.
وأكمل: “إن استراتيجية الجيش الإسرائيلي تحدد النصر بأنه تحقيق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية والقدرة على فرض شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية والسياسية بعد الحرب على العدو. لم تحقق إسرائيل هذه الأهداف في الحرب في غزة، لكن الواقع يقول إن بعض الرهائن تم إطلاق سراحهم؛ فيما قُتل أكثر من 17 ألف مسلح من حماس ـ أي ما يقرب من نصف القوات المسلحة التابعة للحركة؛ كما تم تفكيك القيادة العسكرية والمدنية للمنظمة؛ وتدمير معظم هياكلها العسكرية وتدمير جزء كبير من غزة بالكامل”.
وأردف: “لكن إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، فهي لم تدمر بالكامل القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ولم يكن إطلاق سراح الرهائن حتى الآن سوى بشكل جزئي. الواقع أن الإطار الحالي لإطلاق سراح الرهائن لا يعكس فرض إسرائيل لشروطها لوقف إطلاق النار، بل إنه في واقع الأمر حل وسط يمليه مطالب حماس، في حين تسعى الحركة إلى ضمان بقائها بأي ثمن. إن هدف القضاء على سيطرة حماس على غزة وإزالة التهديد الذي تشكله لإسرائيل لا يزال بعيداً عن التحقق في ظل الظروف الحالية”.
ويقول التقرير أيضاً إنه “على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي، إلا أنَّ حماس تواصل تهريب الأسلحة حيث تآكلت كل الآليات لمنع عودتها حتى قبل إنشائها”، وأضاف: “إن الحركة تعيد استخدام بقايا قنابل اليش الإسرائيلي في صنع الأجهزة المتفجرة، وتعيد بناء صفوفها العسكرية تدريجياً من خلال تجنيد الشباب. ولا يزال حوالى نصف بنيتها التحتية تحت الأرض سليمة، كما تستغل حماس المساعدات الإنسانية الواردة، فتستولي على الإمدادات وتفرض رسوماً كبيرة لتوزيعها ـ وهي الأموال التي تستخدمها لاستعادة قوتها”.
وأضاف: “منذ وقف إطلاق النار، أعادت حماس تنشيط السلطات البلدية المحلية، وأعادت نشر عناصرها في مختلف أنحاء غزة، وأعادت تنصيب شرطتها المدنية، واستأنفت عملياتها الأمنية الداخلية، بما في ذلك إطلاق النار في الشوارع، وتكتيكات الترهيب، واستجواب المعارضين والمتعاونين مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.
وتابع: “لكن حماس عانت من نكسة عسكرية هائلة، فقد فشلت في إشعال حرب إقليمية ضد إسرائيل، بل إنها أطلقت العنان لتطورات أضعفت المحور الإيراني الشيعي، كما أنها لم تنجح في استعادة شبر واحد من الأراضي الإسرائيلية. فضلاً عن ذلك، تم القضاء على قياداتها، وسحقت بنيتها التحتية لإنتاج الأسلحة. وما دامت حماس في السلطة، فإن إعادة إعمار غزة غير مرجحة، وفي كل الأحوال، سوف تستغرق سنوات عديدة”.
وقال: “لا ينبغي لإسرائيل أن تسمح بإعادة إعمار غزة ما دامت حماس مسيطرة على القطاع وتحتفظ بجناحها العسكري. ولا بد أن تكون الصيغة هي إعادة الإعمار في مقابل نزع السلاح، مع احتفاظ إسرائيل بالمسؤولية الأمنية الأساسية والحق في فرض نزع السلاح من خلال العمل العسكري”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″