تهيّئ إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الطريق للحكومة الإسرائيلية للاستيلاء على مزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وهي خطوة وجدت تفاعلاً سريعاً من قبل حلفاء ترامب، بدأ في التعليمات التي صدرت مؤخراً استبدال تسمية الضفة بـ “يهودا والسامرة”.
ووفق تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، نشر اليوم الجمعة، تنتهي الأسبوع المقبل فترة الأربعة أسابيع التي فرضها ترامب على نفسه لاتخاذ قرار بشأن إعطاء الضوء الأخضر لضم الضفة الغربية، والتي بلغت ذروتها بخطاب حالة الاتحاد أمام جلسة مشتركة للكونغرس، يوم الثلاثاء.
وقال التقرير إن الحزب الجمهوري بقيادة ترامب يعمل على شعار “اجعل إسرائيل توراتية مرة أخرى” وإن تعليمات اعتماد مصطلح “يهودا والسامرة” هي بمثابة وضع حجر الأساس، لجعل هذا الشعار واقعاً، وهي ستغير إلى الأبد كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتؤكد هذه الخطوة السريعة أن الحزب الجمهوري الذي تم تشكيله بالكامل على صورة ترامب، بحسب هآرتس، جعل دعم سيادة إسرائيل ذات الجذور العقائدية على الضفة الغربية “هو القاعدة وليس الاستثناء”، مشيرة إلى أنه في الشهرين الماضيين تفاعل المشرعون الجمهوريون الرئيسيون مع نظرائهم من المستوطنين الإسرائيليين بوتيرة متزايدة، وقدموا دعماً غير مسبوق بـ “القول والفعل”.
إسرائيل التوراتية
وقدم السناتور توم كوتون، أحد حلفاء ترامب الرئيسيين في السياسة الخارجية في مجلس الشيوخ، تشريعاً يلزم جميع الوثائق والمواد الأمريكية الرسمية بالإشارة إلى المنطقة باسم يهودا والسامرة.
وأعلن كوتون أن “الحقوق القانونية والتاريخية للشعب اليهودي في يهودا والسامرة تعود إلى آلاف السنين. ويجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن استخدام المصطلح المشحون سياسياً (الضفة الغربية) للإشارة إلى قلب إسرائيل التوراتي”.
وتلفت الصحيفة إلى أن هذا التشريع يأتي على خلفية ترشيح ترامب لمايك هاكابي سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل، حيث يمثل حاكم أركنساس السابق أحد أهم المدافعين تاريخياً عن ضم الضفة الغربية داخل الحزب الجمهوري، وربما تجسيداً للدعم الإنجيلي لإسرائيل.
ولا يقتصر الدعم نحو “إسرائيل التوراتية” على الحزب الجمهوري، إذ تشير “هآرتس” إلى أن مؤتمر العمل السياسي المحافظ صاحب النفوذ أصدر قراراً في مؤتمره السنوي الأسبوع الماضي، يدعم الضم الإسرائيلي، في خطوة وصفها رئيس مجلس يشع للمستوطنات، يسرائيل غانتس، بأنها “أشبه بوعد بلفور”.
دون معارضة
“يفتخر ترامب باتخاذ قرارات سياسية تتعلق بالشرق الأوسط والتي اعتبرتها الإدارات السابقة غير مسؤولة”، وتشير الصحيفة إلى ذلك بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب، أو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
وترى “هآرتس” أن خطة ترامب للاستيلاء على غزة والتهجير الجماعي، والتي تم توضيحها مؤخراً من خلال مقطع فيديو يعمل بالذكاء الاصطناعي، قدمت دليلاً إضافياً على أنه “يعمل دون قيود، ويتخلى عن أي قلق أو أصوات انتقادية ربما كانت موجودة داخل إدارته الأولى”.
وبينما يدرس ترامب ما إذا كان سيتخذ الخطوة التي من شأنها أن تكون بمثابة المسمار الأخير في نعش حل الدولتين، فإنه سيفعل ذلك وهو يعلم أن قاعدته الانتخابية ستزوده بالمطرقة عن طيب خاطر، وفق “هآرتس”. (ارم نيوز)