ضعيف ويائس.. The Telegraph تكشف موقف بوتين من محادثات السلام مع أوكرانيا

9 مارس 2025
ضعيف ويائس.. The Telegraph تكشف موقف بوتين من محادثات السلام مع أوكرانيا


ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أن “هناك سببا وجيها يجعل روسيا حريصة فجأة على الانخراط في مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا. فالكرملين يسعى يائساً إلى إنهاء هذه الحرب التي كانت بمثابة كارثة بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على كل المستويات تقريبا. ربما تسخر آلة الدعاية التابعة للكرملين من عدم ارتياح الأوروبيين الواضح إزاء موقف إدارة ترامب تجاه حلفاء واشنطن السابقين، ولكن هذه ليست سوى محاولة لصرف الانتباه عن الضغوط الحقيقية التي تعاني منها بسبب تدخلها العسكري الكارثي في أوكرانيا”.








وبحسب الصحيفة، “لقد استغلت وسائل الإعلام المملوكة للدولة في روسيا المبادرات الأولية التي قدمتها إدارة ترامب لموسكو، حيث أصدرت تأكيدًا في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن واشنطن “تتوافق الآن مع رؤيتنا”، في حين زعمت صحيفة أخرى أن “روسيا قد تكون المستفيدة” من حروب ترامب التجارية. ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا التباهي، يأمل الكرملين بشدة أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستبشر في نهاية المطاف بنهاية الحرب في أوكرانيا التي دمرت الجيش والاقتصاد الروسيين. وتشير أحدث التقديرات الغربية إلى أن العدد الإجمالي للقتلى والجرحى الروس في الصراع الأوكراني بلغ 850 ألفًا، وهو أكثر من إجمالي القوات الأميركية والبريطانية التي قُتلت أثناء القتال في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية”.

وتابعت الصحيفة، “إذا أضفنا إلى ما سبق التأثير المدمر الذي خلفه الصراع على الاقتصاد الروسي، مع وصول أسعار الفائدة إلى مستوى كارثي بلغ 21% ونفاد الأموال بسرعة من صندوق الثروة السيادية في البلاد لتمويل الحرب، فمن السهل أن نفهم لماذا اغتنم بوتين الفرصة للانخراط في مقترحات السلام التي طرحها ترامب. إن أحد المؤشرات على حرص الكرملين على إنهاء الصراع برزت في عرضه الأخير للتوسط في اتفاق سلام بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي المثير للجدل في طهران. وقد رفض المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالفعل فكرة إعادة فتح المحادثات مع ترامب باعتبارها “غير عقلانية أو ذكية أو مشرفة”.”

وبحسب الصحيفة، “يشير هذا ببساطة إلى مدى ضآلة النفوذ الذي تستطيع موسكو أن تمارسه في أي محادثات سلام بشأن أوكرانيا. وفي الواقع، لن يتحسن المزاج في الكرملين بسبب الجهود المتأخرة التي بذلها الزعماء الأوروبيون لترتيب متطلباتهم الأمنية، حيث وضعت المفوضية الأوروبية خططاً لجمع 800 مليار يورو لتعزيز قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها. لقد نجح غزو بوتين غير المبرر لأوكرانيا بالفعل في إقناع دولتين أوروبيتين محايدتين حتى الآن، فنلندا والسويد، بالوقوف إلى جانب حلف شمال الأطلسي، وبالتالي تعزيز أمن الجناح الشمالي للحلف إلى حد كبير. وبالنسبة لزعيم يتلخص سبب وجوده في منع أي تعد غربي آخر على الحدود الروسية، فإن احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا قريباً لردع المزيد من أعمال العدوان الروسي لابد وأن يبدو وكأنه خنجر في القلب”.

وختمت الصحيفة، “كانت رغبة بوتين في منع مثل هذا الاحتمال واضحة من خلال إدانة الكرملين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكد في خطاب متلفز يوم الأربعاء أن فرنسا، إلى جانب حلفاء أوروبيين آخرين، مستعدة لإرسال قوات إلى أوكرانيا لحماية أي اتفاق سلام مستقبلي، وهو ما ندد به الكرملين باعتباره “مواجهة”. وبعيدًا عن الدخول في أي محادثات سلام من موقف قوة، يجب على إدارة ترامب أن تفهم أن بوتين سيفعل ذلك من موقف ضعف شديد”.