اعترف وزير الحرس الثوري الإيراني السابق، محسن رفيق دوست، بتعاون طهران مع “منظمة باسك” الإسبانية الانفصالية بواسطة من أطلق عليه “رجل دين مصري” للقيام باغتيالات، ولم يكشف عن هوية المصري الذي كُلف بدفع المال للمنظمة بالنيابة عن إيران بعد تنفيذ عمليات اغتيال سياسية استهدفت معارضين إيرانيين بارزين في الخارج.
وفي مقابلة ضمن برنامج “التاريخ الشفهي” مع موقع “مرصد إيران”، أقرّ رفيق دوست، الوزير السابق للحرس الثوري الإيراني الرئيس الأسبق لمؤسسة المستضعفين، بدوره القيادي في توجيه وتنفيذ عدة عمليات اغتيال استهدفت معارضي النظام الإيراني خارج البلاد.
من بين العمليات التي أشار إليها، اغتيال الفنان والناشط السياسي، فريدون فرخزاد، في ألمانيا عام 1992.
اعترف محسن رفيق دوست خلال هذا الحوار، بالإضافة إلى اغتيال فريدون فرخزاد، بمشاركته في عمليات اغتيال أخرى، من بينها اغتيال الحاكم العسكري لطهران قبيل انتصار ثورة 1979، الجنرال غلام علي أويسي، ونجل أشرف بهلوي شقيق آخر شاهات إيران، شهريار شفيق، وآخر رئيس وزراء في عهد محمد رضا شاه، طابور بَختيار.
وفقًا لرفيق دوست، نُفذت هذه العمليات بواسطة فرقٍ كان أعضاؤها في الغالب من مجموعة “الباسك الإسبانية”، وهي مجموعة انفصالية معروفة. وقد كانت هذه المجموعة تنفذ عمليات اغتيال سياسي في عدة دول مقابل أموال تدفعها لها إيران.
وأوضح رفيق دوست أن هذه المجموعة كانت تعمل بشكل مستقل، ولم يكن هناك ارتباط تنظيمي مباشر بينها وبين طهران.
في حديثه، تطرق رفيق دوست إلى تفاصيل اغتيال شابور بختیار، الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الشاه، وذكر أنه كان رئيس الفريق التنفيذي للعملية، وكان مسؤولًا عن تنفيذ الأوامر التي صدرت من طهران.
وفي هذا السياق، أشار رفيق دوست إلى دور أنيس نقاش، أحد أعضاء الفريق المنفذ، مؤكدًا أن المحاكم أقرت أن نقاش كان المسؤول الرئيسي عن تنفيذ العملية.
كما تحدث عن إضراب نقاش عن الطعام في السجون الفرنسية بعد اعتقاله، مشيرا إلى أن الضغوط الدولية، بما في ذلك اتصال هاشمي رفسنجاني بالرئيس الفرنسي آنذاك، أدى في النهاية إلى إطلاق سراح نقاش.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية “دويتشه فيله”، أشار محسن رفيق دوست في مقابلاته الأخيرة إلى دوره في اغتيال فريدون فرخزاد، ولا تزال هذه الجريمة واحدة من القضايا القضائية المهمة والمعقدة في ألمانيا، حيث لم يتم إغلاق ملفها بالكامل حتى الآن.
التحقيقات حول هذا الاغتيال لا تزال مستمرة، والسلطات الألمانية تسعى للوصول إلى تفاصيل جديدة بشأنه.
وتضيف الوكالة الألمانية: “يرى المراقبون أنه في ظل اعترافات رفيق دوست العلنية حول دور إيران في مثل هذه العمليات، قد نشهد تصاعدا في الضغوط الدولية على إيران لكشف أبعاد هذه الاغتيالات”.
وبعد العاصفة التي أثارها أصدر مكتب محسن رفيق دوست بيانا توضيحيا بشأن مقابلته الأخيرة، وحاول نفي تصريحاته موضحا: “لقد خضع رفيق دوست في السنوات الماضية لعملية جراحية في الدماغ تسببت له بمضاعفات واسعة، وقد يؤدي ذلك إلى تذكره لبعض الأحداث والأسماء بشكل خاطئ، وبناءً عليه، فإن التصريحات التي تم الإدلاء بها لا يمكن الاعتماد عليها من الناحية القانونية والتاريخية”. (الحدث)