الألغام تُفقد سوريا الأمان.. أرقام تكشف عدد القتلى في 3 أشهر

17 مارس 2025
الألغام تُفقد سوريا الأمان.. أرقام تكشف عدد القتلى في 3 أشهر


حذّر خبراء تفكيك المتفجرات من خطورة انتشار مخلفات الحرب في سوريا، مؤكدين أنه “لا توجد منطقة آمنة” في البلاد، وذلك بعد مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم نساء وأطفال، خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت سقوط النظام، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وارتفع عدد الضحايا بشكل ملحوظ مع عودة نحو 1.2 مليون نازح إلى ديارهم بعد حرب أهلية استمرت 14 عامًا. وتنتشر آلاف الألغام الأرضية والقذائف والذخائر غير المنفجرة في المدن الكبرى والمناطق الريفية التي شهدت معارك عنيفة خلال الحرب.

مع استئناف آلاف العائلات لحياتها في مناطقها السابقة، تسببت الذخائر غير المنفجرة في وفاة وإصابة المئات، خاصة الأطفال الذين غالبًا ما يخلطون بين الذخائر العنقودية وألعاب. وبحسب منظمة “هالو ترست”، أكبر منظمة خيرية متخصصة في إزالة الألغام، فقد بلغ عدد القتلى والمصابين 640 شخصًا بحلول الأسبوع الماضي.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة أن ثلث الضحايا هم من الأطفال، مما يزيد من خطورة الوضع الإنساني. وصرّح محمد سامي المحمد، منسق برنامج مكافحة الألغام في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بأن إزالة الألغام وتأمين سوريا “قد يستغرق عقودًا”، مستشهدًا بدول أنهت حروبها منذ 40 عامًا لكنها لا تزال تعاني من تهديدات مماثلة.

يحاول المتطوعون تطهير الأراضي الزراعية والمناطق السكنية، إلا أن الكثير منهم دفع حياته ثمنًا لهذه الجهود. ومن بين هؤلاء فهد الغجر، البالغ من العمر 35 عامًا، والذي لقي مصرعه في شباط الماضي أثناء إزالة الألغام من مزرعة في شمال سوريا.

كان الغجر يوثّق عمله الخطير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشر صورًا لمهماته في تطهير الأراضي الزراعية، وكتب في إحدى تدويناته: “أجمل ما في الأمر هو النهاية”. لكن نهايته جاءت مأساوية عندما انفجر فيه لغم خلال عمله على تأمين منزل شقيقه، ما أدى إلى مقتله على الفور.

مع استمرار عودة النازحين إلى مناطقهم، يظل خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة تهديدًا دائمًا، يتطلب جهودًا دولية مكثفة للحد من تداعياته وإنقاذ أرواح الأبرياء. (ارم نيوز)