وقال تقرير لموقع “والا” الإسرائيلي إن “حزب الله يواجه مجموعة اعتبارات مرتبطة بالمسألة الإستراتيجية المتمثلة فيما إذا كانت ستنضم مرة أخرى إلى الحرب ضد إسرائيل”.
ضغوط واختلافات
ويقول يوسي مانشروف، الباحث في شؤون إيران وحزب الله في “معهد مسكاف للأمن القوي والإستراتيجية الإسرائيلية”، إن “قيادة حزب الله تواجه ضغوطاً مختلفة، وستحتاج إلى النظر بعناية في القيود المرتبطة بمشاركتها في الحرب داخلياً وخارجياً، ويجب على إسرائيل أن تستعد وفقاً لذلك”.
وأضاف: “كان التنظيم في عهد حسن نصرالله مختلفاً جذرياً عن التنظيم بعد اغتياله والقضاء على القيادة والسيطرة العليا للتنظيم. يمكن ملاحظة أنه في ظل القيادة البديلة برئاسة نعيم قاسم، لا يزال حزب الله يتلمس طريقه نحو إعادة هيكلة من أشخاص عديمي الخبرة، ويفتقرون إلى الثقة، ويعيد بناء علاقات شخصية مع إيران”.
وتابع أن “القرار الإستراتيجي الأول الذي يتعين على قيادة حزب الله اتخاذه، الآن، هو ما إذا كانت ستنضم إلى الحرب في غزة أم لا، بعد مواقف علنية عن الخلاف بين الدولة اللبنانية وحزب الله حول قضية مشاركتها في الحرب على غزة”.
وقال إنه “يمكن أن نرى ضغوطاً من لبنان على حزب الله، لمنع جر لبنان مرة أخرى إلى حرب ضد إسرائيل، ويبدو أن نعيم قاسم يفضل، الآن، التركيز على المهام العاجلة التي تنتظره، مثل استعادة هيكلية القيادة في حزب الله، وإعادة تنظيمه، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالحاضنة الشعبية التي يعتمد عليها حزب الله”.
سياسة جديدة
ويشير الباحث الإسرائيلي إلى أن “سياسة الاحتواء” وضبط النفس التي يتبعها حزب الله حتى الآن في مواجهة الهجمات المتتالية التي تشنها إسرائيل ضده منذ وقف إطلاق النار، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المنظمة، تشير إلى خط العمل الذي يفضله قاسم.
وقال: “لكن من ناحية أخرى، أشار قاسم أيضاً بشكل غامض في جنازة نصر الله إلى أنه قد يأمر حزب الله بالانضمام إلى الحرب في غزة، حتى لو كان الثمن مرتفعاً”.
وأضاف: “إلى جانب كل هذا، فإن الأزمة التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين حزب الله وسوريا الجديدة، والتي تضمنت تبادلاً كثيفاً لإطلاق النار وتم احتواؤها حالياً، قد تؤثر أيضاً على المنظمة، على الرغم من أنه من السابق لأوانه تقييم تداعياتها”.
موقف إيران
وبحسب التقرير، فإن “إيران يمكن التقدير بأنها ستترك مساحة صنع القرار في أيدي قيادة حزب الله، متفهمة المأزق الذي تعيشه المنظمة في ظل ضعفها السياسي في النظام السياسي الجديد الذي نشأ في لبنان بعد نصرالله”.
وأضاف: “في الوقت نفسه، وعلى خلفية المراجعة الداخلية المستمرة التي تجريها المنظمة لتحديد الإخفاقات في الحرب ومعاقبة المسؤولين عنها يبدو أن طهران ستقبل بشكل مفهوم قرار حزب الله بالبقاء خارج دائرة القتال طالما لم يتغلب على الثغرات الأمنية والاستخباراتية التي سمحت لإسرائيل بضربه بقوة”.
وتابع: “ستعترف طهران أيضاً بالتشخيص الذي سيتوصل إليه حزب الله نفسه بشأن ما إذا كانت قاعدته الاجتماعية قادرة على تحمل الأضرار الناجمة عن أشهر إضافية من القتال ضد إسرائيل”.
وقال إن “الصعوبات المالية التي تواجه حزب الله تعيق قدرته على العودة إلى القتال”.
دوافع المشاركة
وبحسب التقرير، فإنه “إلى جانب هذه الاعتبارات التي تملي على حزب الله تجنب الدخول في حرب، يتعين على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة حزب الله إلى اتخاذ قرار مختلف”.
وقال التقرير إنه “من المتوقع أن تشعر قيادة حزب الله بضغوط من 3 عوامل قد تدفعها إلى المشاركة في حرب إسرائيل ومساعدة حماس، أولها الانضمام المتوقع للحوثيين والجماعات الشيعية في العراق إلى الحرب، ما قد يسبب حرجاً لحزب الله الذي يعتبر نفسه المنظمة الرائدة في محور المقاومة”.
وأضاف: “وتكتسب هذه المكانة أهمية كبيرة بالنسبة لحزب الله لتبرير المساعدة المالية الواسعة التي يحتاج إليها، الآن، من إيران لإعادة ترتيب صفوفه”.
وختم قائلاً: “قد تشعر القيادة الجديدة لحزب الله بأنها لا تستطيع أن تخيب آمال راعيها الإيراني، الذي يتوقع منها أن تبذل أقصى جهد لمساعدة حماس، بما يتماشى مع مكانتها باعتبارها العنصر الأهم والأقوى في المحور الإيراني”. (إرم نيوز)