وسط استئناف الحرب في قطاع غزة، اتهمت جهات عدة حركة حماس بتحمل المسؤولية عن العودة إلى نقطة الصفر، وذلك جراء تعنتها خلال المفاوضات ورفضها إطلاق سراح الرهائن الذي كان سيفضي إلى تمديد وقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض في بيان “كان بإمكان حماس إطلاق الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها عوضا عن ذلك اختارت الرفض والحرب”.
كما أكدت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، دوروثي شيا أن “اللوم في استئناف الأعمال القتالية في غزة يقع على عاتق حماس وحدها”.
وفي خضم الحرب الدائرة، عدّد الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي 5 أسباب تقف وراء عدم رد فصائل المقاومة الفلسطينية، على استئناف إسرائيل حربها على قطاع غزة بعمليات قصف مكثفة وتوغل بري.
وقال الفلاحي، في معرض تحليله المشهد العسكري في غزة، إن المقاومة في غزة مارست حتى الآن ضبطا ناريا عاليا، ولم ترد على ما جرى من عمليات قصف وتوغل بري لأسباب متعددة وهي:
-عدم كشف الإمكانيات والقدرات والترتيبات الدفاعية داخل قطاع غزة، خصوصا في ظل وجود كثير من المسيّرات التي ترصد كامل المنطقة.
-الرغبة في اقتصاد الجهد والإمكانيات والموارد وعدم هدرها في ظل الحصار المفروض على غزة.
-جيش الاحتلال دخل منطقة محور نتساريم سابقا وجرفها بشكل كامل، وباتت مكشوفة وخالية ولا تصلح للدفاع، وتستطيع القطاعات والآليات المدرعة دخولها بسهولة.
-عملية التوغل لا تعني شيئا، إذ استطاع جيش الاحتلال طوال 471 يوما من القتال بناء منشآت على محور نتساريم وتوسيعه شمالا وجنوبا قبل انسحابه.
-الوصول إلى شارع صلاح الدين وحتى إلى شارع الرشيد (البحر) ليس هدفا إستراتيجيا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، ولن يحقق سوى فصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه.
والأربعاء، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية محدودة بغزة بهدف “توسيع المنطقة الدفاعية، ووضع خط بين شمال قطاع غزة وجنوبه”.
وبعد ذلك، قال جيش الاحتلال إن قواته تسيطر على وسط محور نتساريم، مشيرا إلى أن قوات لواء غولاني “ستتمركز في المنطقة الجنوبية وستكون جاهزة للعمل داخل القطاع”.
ووفق الخبير العسكري، فإن أي عملية برية عسكرية تتطلب الأخذ بالطبيعة الجغرافية ثم تقدير موقف استخباراتي، وبناء على ذلك فإن عدم رد المقاومة يعني “جعل إسرائيل غير قادرة على معرفة أين توجد فصائل المقاومة”.
وخلص إلى أن طرفي الحرب يتجهزان للمرحلة المقبلة عبر خطط وتكتيكات وترتيبات دفاعية وإعادة تموضع وتقسيم موارد وإعادة بناء القوة “لذلك تحاول إسرائيل تحقيق تماس مع قطاع غزة”.
وحسب الفلاحي، فإن عدم معرفة إسرائيل بترتيبات المقاومة الدفاعية يجعلها في موضع قلق، خاصة مع وقف طلعاتها الجوية والتجسسية خلال اتفاق وقف إطلاق النار، واختلاف كبير بالطبيعة الجغرافية عن بداية المعركة.
وفي 9 شباط الماضي، أعلن جيش الاحتلال انسحابه بشكل كامل من محور نتساريم، وذلك بعد احتلاله لأكثر من عام و3 أشهر. (الجزيرة)