قال موقع “ماكور ريشون” الإسرائيلي، إن التقديرات تشير إلى أن طهران تتقدم بسرعة على كافة الجبهات في بناء القنبلة النووية بينما يمضي الوقت بسرعة، وتساءل عما تحتاجه طهران لإنتاج قنبلة نووية، والوقت المتوقع، وما الذي يجب على إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية فعله سريعاً.
وقال “ماكور ريشون”، إن النظام الإيراني أعلن قبل 3 أسابيع عن رفع حالة التأهب في جميع منشآته العسكرية، خوفاً من هجوم مشترك من إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية، موضحاً أن الإيرانيين عززوا قواتهم في هذه المنشآت، كما عززوا منظومات الدفاع الجوي الموجودة في الميدان.
وصرح مصدر حكومي لوسائل إعلام أن “البلاد بأكملها في حالة تأهب قصوى، حتى في مواقع يجهلها معظم الناس”.
وأضاف الموقع أن هذا الأمر غريب بعض الشيء، لأنه يأتي في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إسرائيل، ويعلن بصوت عال أنه يفضل الخيار الدبلوماسي الذي من المفترض أن يسمح لسكان طهران بالنوم بهدوء أكبر في الليل مقارنة بما كانوا عليه قبل بضعة أشهر، وفي الوقت نفسه، تركز القوى الأوروبية حالياً على الوسائل الدبلوماسية، وربما الاقتصادية، ولا تتحدث إطلاقاً عن الانتقال إلى الخيار العسكري، لأنهم يعانون بالفعل من مشاكل كافية بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتابع متسائلاً: “إذن لماذا يتعرض الإيرانيون للضغوط؟ لماذا يظنون الآن أن هناك خطر هجوم إسرائيلي؟ هل تغير شيء في الأيام الأخيرة؟ وأخيراً، لماذا يبدو الأمر وكأننا نقترب مرة أخرى من مفترق طرق حاسم فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني؟”.
التقدم في بناء القنبلة النووية
وأضاف أنه بينما تنشغل إسرائيل بالأزمات السياسية الداخلية، وتجدد الحرب في قطاع غزة، يتواصل العمل على البرنامج النووي في إيران بنشاط، ويقترب ببطء من “نقطة اللاعودة”، إن لم تكن قد وصلت لها بالفعل.
وتشير التقديرات إلى أن طهران تتقدم بسرعة على جميع جبهات بناء القنبلة، وهذا التطور، بدوره، يُلقي بخصومها، وفي مقدمتهم إسرائيل والولايات المتحدة، في دوامة من الضغوط، إذ يدركون أنه لن يكون هناك وقت للتردد قريباً.
ويوضح الموقع أن بناء صاروخ قادر على حمل قنبلة نووية، يتوجب إنتاج ما يكفي من المواد النووية، ووضع هذه المواد من خلال عملية هندسية حتى تتكون القنبلة نفسها، ومعرفة كيفية تركيبها على صاروخ بحيث ينفجر بأفضل طريقة، وأخيراً اكتساب القدرة على إطلاق مثل هذا الصاروخ إلى الهدف المطلوب وعلى المسافة المناسبة.
وعندما يتحدث الناس عن التقدم في البرنامج النووي الإيراني اليوم، فإنهم يقصدون عادة تخصيب اليورانيوم، حيث تأخذ إيران اليورانيوم الطبيعي الذي تمت معالجته، وتضعه داخل أجهزة الطرد المركزي.
ومع تقدم العملية، يتوافر نوع معين من اليورانيوم المخصب إلى مستوى أعلى بشكل متزايد، والمستوى المطلوب لإنتاج الأسلحة النووية، والذي يعرف بأنه مستوى التخصيب “العسكري”، هو 90% أو أعلى، لكن الطريق إلى التخصيب من 60% قصير جداً.
وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتلك إيران ما يقارب 280 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وإذا واصلت تخصيبه إلى مستوى عسكري، أي 90%، فستمتلك كمية كافية من المواد لصنع حوالي من 6 إلى 7 قنابل، وهذه العملية قصيرة للغاية، حيث يستغرق صنع القنبلة الأولى أياماً إلى أسابيع.
ويقول الموقع، إنه من الصعب أن تجد في الغرب اليوم أشخاصاً لا يفهمون خطورة الوضع فيما يتعلق بالتخصيب، ولذلك يثير قلقاً بالغاً، مشيراً إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأنه يشكك في التأكيد على أن إيران تفي بالتزاماتها بموجب معاهدة منع الانتشار النووي التي وقعت عليها، لأنها ترفض الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمواد النووية غير المعلنة التي وجدها مفتشو الوكالة في مواقع مختلفة في البلاد، وفي الوقت نفسه، تؤكد الوكالة أنها لا تمتلك القدرة الحقيقية على مراقبة التخصيب، وأن من الواضح أن إيران تحقق تقدماً هائلاً في هذا المجال.
وأكد الموقع أن الإيرانيين نجحوا في تجميع كمية كبيرة من المواد النووية تكفي لإنتاج عدة قنابل في وقت قصير، وفي الوقت نفسه يقومون ببناء مواقع نووية فرعية محمية نسبياً لتخصيب اليورانيوم وتخزينه، فإنهم لا يُبلغون عن أنشطتهم، ولا يتعاونون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا يُجيبون حتى على الأسئلة الصعبة، وهذا يعني أنه، بناءً على الأوامر، وفي غضون أسابيع قليلة، يُمكن للإيرانيين تخصيب ما يكفي من اليورانيوم للاستخدام العسكري، بأمان نسبي وسرية، وإنتاج عدة قنابل منه، وقد لا يعلم الغرب بذلك إلا بعد فوات الأوان.
المجال الباليستي
وهناك بعد آخر للبرنامج النووي وهو المجال الباليستي، أي القدرة على إطلاق الصواريخ إلى الهدف المطلوب.
وبحسب معهد أبحاث متخصص في الصواريخ، فإن إيران تمتلك 12 نوعاً مختلفاً من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، يتراوح مداها بين 150 إلى 2000 كيلومتر، وتملك إيران أيضاً صواريخ كروز يصل مداها إلى 3000 كيلومتر، لكن هناك دول قليلة في العالم تمتلك صواريخ كروز برؤوس نووية، بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة والصين وروسيا.
ما الذي لا يملكه الإيرانيون؟
ويوضح الموقع أن الإيرانيين ليس لديهم صاروخ باليستي عابر للقارات بعيد المدى، أو بمعنى آخر، صاروخ قادر على ضرب الولايات المتحدة، ويجادل البعض بأن هذا هو سبب عدم شعور الأمريكيين بأي استعجال للتعامل مع برنامج طهران النووي في الماضي.
ومع ذلك، لدى إيران برنامج فضائي قيد التطوير، يتضمن أيضاً إطلاقاً ناجحاً لأقمار اصطناعية في مدار حول الأرض، ويمكن أن يُشكل هذا البرنامج أساساً للتطوير السريع جداً للصواريخ العابرة للقارات، لذا فإن اكتساب الخبرة اللازمة، التي ستكون مناسبة أيضاً لتهديد الولايات المتحدة، مسألة وقت فقط.
وأوضح الموقع أن الخبراء العسكريين في إيران، لم يتبق لهم الكثير ليفعلوه قبل أن يتمكنوا من الإعلان عن تسليح أنفسهم بالأسلحة النووية، فبناء بعض المكونات الداخلية للقنبلة، وبناء نموذج أولي لها، وإجراء بعض الاختبارات النهائية، سيسمح لإيران بإجراء اختبار تفجير نووي.
التعاون مع الصين وروسيا
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هناك طريقة أخرى لتقصير العمليات، وهي التعاون مع أطراف أخرى في العالم، والتي اكتسبت بالفعل الخبرة والمعرفة في هذا المجال.
وأشار الموقع إلى أن إيران عقدت، الأسبوع الماضي “محادثات نووية ثلاثية” مع الصين وروسيا، تناولت بشكل رئيسي قضية العقوبات الدولية على طهران، ولكن المحادثات، التي أجريت في الأسبوع نفسه مع مناورات عسكرية مشتركة في بحر العرب، شملت بالتأكيد قضايا أخرى أيضاً، وكان من الممكن أن تشمل اتفاقيات بشأن التعاون النووي. (24)