ذكر موقع “الإمارات 24″، أنّ الحزب الليبرالي الحاكم في كندا كان يُواجه إحتمال هزيمة ثقيلة في الانتخابات المقبلة، إلى أن دخل دونالد ترامب المشهد.
فبحسب تقرير نشرته “فايننشال تايمز”، سارع المرشحون لقيادة الحزب إلى استعراض مواقفهم الحازمة ضد الرئيس الأميركي، الذي فرض رسوماً جمركية باهظة وأبدى رغبة في فرض نفوذه على كندا.
ونتيجة لذلك، شهد الليبراليون انتعاشاً في استطلاعات الرأي، تحت قيادة رئيس الوزراء الجديد مارك كارني، وتحت شعار “كندا قوية”، بات الحزب الأوفر حظاً للفوز بولاية رابعة تاريخية متتالية.
وتُشير استطلاعات الرأي في عدة دول، من المكسيك إلى أوكرانيا، إلى أن حتى القادة غير المحبوبين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استفادوا من هذه الظاهرة.
وكان متوقعاً أن تصطدم الرئيسة المكسيكية اليسارية كلوديا شينباوم بترامب، الذي هدد باتخاذ إجراءات عسكرية ضد عصابات المخدرات وفرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية. لكن شينباوم، أول رئيسة للبلاد، فضّلت نهجاً هادئاً، حيث تجنبت الرد بالمثل، وعملت على كبح الهجرة والحد من تهريب الفنتانيل.
ورد ترامب بتصريحات إيجابية، واصفاً شينباوم بأنها “امرأة رائعة”، ما انعكس على شعبيتها، التي ارتفعت إلى 85% وفق صحيفة إل فينانسييرو، وحتى معارضيها أشادوا بدبلوماسيتها، رغم أن بعضهم يرى أن القطاع الخاص الأمريكي هو من أقنع ترامب بتأجيل الرسوم الجمركية، كما حصل مع كندا.
ويقول المحللون إن شينباوم استخدمت تهديد ترامب لصرف الأنظار عن التحديات الاقتصادية الداخلية.
ووفقاً لكارلوس راميريز، المستشار في إنتغراليا، فإن “ترامب هدية من السماء لتبرير الأداء الاقتصادي الضعيف”.
وبعدما تعرّض لهجوم قاسٍ من ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض، احتشد الأوكرانيون خلف رئيسهم فولوديمير زيلينسكي.
وارتفعت شعبية زيلينسكي إلى 67%، مع نسبة تأييد صافية بلغت 38%، وهي الأعلى منذ كانون الأول 2023.
ووصف أنطون هروشيفسكي، من معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، تصريحات ترامب بأنها “طعنة في الظهر”، مشيراً إلى أن الهجوم لم يكن موجهاً لزيلينسكي فقط، بل لأوكرانيا بأكملها.
هذا الموقف وضع المعارضة الأوكرانية في مأزق، إذ تحاول تجنّب الاصطفاف مع ترامب. حتى الرئيس السابق بيترو بوروشينكو، الذي فرض زيلينسكي عليه عقوبات الشهر الماضي، لم يكرر ادعاءات ترامب بأن زيلينسكي ديكتاتور.
وفي الأسابيع التي أعقبت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، والتي انتهت إلى برلمان منقسم، تراجع الحديث عن ماكرون إلا في سياق المطالبات باستقالته، لكن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غيّر المشهد.
في المقابل، خسرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان نقطة مئوية في شعبيتها، لتصل إلى 35%.
في دول أوروبية أخرى، كان تأثير ترامب أكثر تعقيداً، خاصة في دول البلطيق. يقول وزير خارجية سابق لإحدى هذه الدول: “هناك تردد متزايد في انتقاد الولايات المتحدة، لأن أمننا يعتمد على تضامن الناتو.. أسمع صمتاً مريباً بينما تعيد أمريكا ترتيب تحالفاتها”.
وعندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 آذار لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة “إيكونوميست” بأنها ذات دلالة.
وتراجعت شعبية رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر منذ توليه منصبه في تموز الماضي، لكن زيارته إلى واشنطن غيّرت المعادلة، حيث قدّم درساً متقناً في التعامل مع ترامب.
ونقل ستارمر رسالة من الملك تشارلز تدعو ترامب إلى زيارة رسمية ثانية “رائعة”، وأظهر مرونة في التواصل، مع تصحيحات لبقة عند الضرورة.
ووافق ترامب، بدوره، على استثناء بريطانيا من أسوأ إجراءاته التجارية، كما وقع اتفاقاً لإقامة قاعدة عسكرية مشتركة في موريشيوس.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أكثر من 12 زعيماً أوروبياً إلى قمة، الأحد المقبل، “للمضي قدماً” في العمل بشأن أوكرانيا والأمن، وفق ما أفاد مكتبه.
وبعد هذه الخطوات، دعا ستارمر إلى قمة دولية في لندن لضمان السلام في أوكرانيا، ما أعاد بريطانيا إلى قلب المشهد العالمي.
وارتفعت شعبيته بنحو 10%، وهي أفضل نسبة له منذ توليه السلطة، رغم بقائه في المنطقة السلبية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذه المكاسب السياسية قد لا تستمر طويلاً، إذ لا يزال ترامب قادراً على فرض رسوم جمركية جديدة أو الضغط على أوكرانيا لقبول اتفاق مع روسيا. وإذا أثّر ذلك على الاقتصادات والأمن القومي لهذه الدول، فقد تتلاشى المكاسب التي حققها قادتُها في استطلاعات الرأي. (الامارات 24)