لماذا نظّم سكان غزة تظاهرات ضدّ حماس؟

27 مارس 2025
لماذا نظّم سكان غزة تظاهرات ضدّ حماس؟


ذكر موقع “الإمارات 24″، أنّ جموع كثيرة من سكان قطاع غزة الفلسطيني المدمر خرجوا يوميّ الثلاثاء والأربعاء الماضيين في احتجاجات ضدّ حماس، في تظاهرات تنادي بوقف الحرب الإسرائيلية عليهم، والاستجابة لمطالبهم، وحقن دمائهم.

وبعد يومين من الاحتجاجات، صرح بعض الخارجين في التظاهرات لوسائل إعلام مختلفة، أن خروجهم أتى بدافع وقف الحرب أولاً، وثانياً لإيصال رسالة لكل العالم عن حجم البؤس والمعاناة التي يعيشيونها محملين إسرائيل وحماس المسؤولية معاً. 

ومن بين الذين خرجوا في التظاهرات الشاب بلال أبو زيد، وهو فلسطيني من شمال غزة.

ويقول أبو زيد لشبكة “سي ان ان”، إن إسرائيل هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن بؤس غزة، لكن حماس التي تُسيطر على قطاع غزة تتحمل المسؤولية أيضاً.

وتابع أبو زيد قائلاً: “نحن مضطهدون من قبل الجيش الإسرائيلي ومضطهدون من قبل حماس”. وأضاف: “شنت حماس عملية 7 تشرين الاول 2023، واليوم ندفع الثمن”.

وتركزت التظاهرات الأكبر ضدّ حماس منذ اندلاع الحرب في بيت لاهيا، ودير البلح يوميّ الثلاثاء والأربعاء. 

وأظهر مقطع فيديو من احتجاج يوم الثلاثاء في بيت لاهيا حشوداً تقدر بالمئات، يسيرون في الشوارع، وهم يهتفون: “حماس برا”، و”نريد نهاية للحرب”. واستُخدمت لهجة مماثلة في احتجاج يوم الأربعاء في دير البلح، حيث حملت لافتات رسائل مثل “نريد أن نعيش”، و”أوقفوا الإبادة الجماعية”. 

وقال المشاركون في فعاليات يوم الأربعاء للشبكة الأميركية، إنهم ألقوا باللوم على كل من إسرائيل وحماس في دمار القطاع.

وأكد محمود الحاج أحمد، الجراح في مستشفى كمال عدوان، والذي حضر احتجاج بيت لاهيا: “رسالتنا إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي هي أن يوقف سفك الدماء والحرب التي استنزفت طاقتنا وتسببت في فقداننا جميع أحبائنا وأصدقائنا”. وأضاف: “رسالتنا الأخيرة إلى حماس: كفى. لقد طال حكمكم؛ امنحوا الآخرين فرصة، ودعوا الآخرين يأتون”.

وقال المحامي محمد عطا الله الذي شارك في التظاهرات: “رسالتنا إلى العالم الحر هي أننا نعيش في ظروف قمعية وتهجير قسري، ومطلبنا هو ألا تمثل حماس الشعب الفلسطيني. كفى هذه الفوضى التي خلقوها”.

ويرجح الخبراء سبب امتناع العديد من الفلسطينيين الذين لا يدعمون حماس عن انتقادها علناً، بسبب خوفهم من النبذ الاجتماعي، إذ يعتبرها البعض الطرف الوحيد الذي يقاوم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بنشاط. ويُخفي آخرون دعمهم للحركة، خوفاً من استهدافهم من قبل إسرائيل. 

ويقول رائد أبو حمودة، وهو فلسطيني من شمال غزة، إنه أراد المشاركة في الاحتجاج لكنه لم يتمكن من الوصول إلى التجمع. وأضاف أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في القطاع لا تستمع إلى أصوات الناس.

وأضاف أبو حمودة: “يجب أن يعلو صوت الشعب على صوت البارود”، مضيفاً أنه ينبغي أن تكون للفلسطينيين حكومة موحدة تحظى بدعم دولي وإقليمي.

وقال: “لطالما رغب الناس في الاحتجاج”. وأضاف أن الكثيرين ترددوا، خوفاً من انعدام الحماية” في الشوارع، و”اتهامات الخيانة” من قبل فلسطينيين آخرين.

كما أعرب أبو حمودة عن قلقه من أن تستغل الحكومة الإسرائيلية الاحتجاجات، مما قد يُقوّض حركتهم. (الامارات 24)