ذكرت مصادر في قطاع غزة أن حركة حماس نفذت عمليات إعدام بحق عدد من الأشخاص بتهمة التخابر مع إسرائيل، ما ساهم في كشف مواقع قيادات بارزة في الحركة تم استهدافها في الغارات الإسرائيلية الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن حماس عقدت “محاكم ثورية” لبعض المعتقلين في المناطق التي شهدت عمليات اغتيال، مؤكدة أن بعضهم أُعدم بعد ثبوت تهم التجسس، فيما لا يزال التحقيق جارياً مع آخرين.
وتأتي هذه الإجراءات بعد سلسلة اغتيالات نفذتها إسرائيل، طالت قيادات سياسية وعسكرية بارزة في حماس وكتائب القسام، من بينهم الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع الذي اغتيل في غارة استهدفت خيمته داخل مركز إيواء بمنطقة جباليا. كما تم اغتيال أشرف الغرباوي، أحد قادة الاستخبارات في القسام، وأحمد الكيالي، المسؤول عن تنسيق جهاز الاستخبارات والأمن الداخلي، في عمليات استهداف دقيقة.
وخلال استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية، تم اغتيال خمسة أعضاء من المكتب السياسي لحماس، من بينهم محمد الجماصي، ياسر حرب، وعصام الدعاليس، إضافة إلى قيادات ميدانية مثل أحمد شمالي، نائب قائد لواء غزة، وجميل الوادية، قائد كتيبة الشجاعية.
وأثارت سرعة استهداف هذه الشخصيات تساؤلات حول قدرة إسرائيل على تحديث معلوماتها الاستخباراتية، حيث رجحت مصادر ميدانية أن تل أبيب استغلت فترة وقف إطلاق النار، التي استمرت 58 يومًا، لتعزيز عملياتها الاستخباراتية.
وكشفت المصادر أن إسرائيل كثفت أنشطتها التجسسية عبر طائرات مسيّرة تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي، والتنصت على المكالمات، كما نشرت أجهزة تجسس وكاميرات خلال عملياتها البرية في غزة.
وأشارت المعلومات إلى أن العروض العسكرية التي نظمتها حماس أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليين شكلت ثغرة أمنية استغلتها إسرائيل لتعقب قادتها، حيث تم استهداف مركبات وأفراد شاركوا في هذه العروض.
ورغم تشديد حماس لإجراءاتها الأمنية، إلا أن قادتها يواجهون تحديات كبيرة في الاختباء والتنقل، في ظل فقدان الأنفاق التي كانت تستخدم كمراكز قيادة وتحكم، مما أجبرهم على الاحتماء داخل خيام النزوح أو الشقق السكنية، حيث تم استهدافهم وعائلاتهم. (ارم نيوز)