كيف يمكن لتركيا تدمير الممر الجوي الإسرائيلي فوق سوريا؟

6 أبريل 2025
كيف يمكن لتركيا تدمير الممر الجوي الإسرائيلي فوق سوريا؟


ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “في نهاية العام الماضي، سقط نظام بشار الأسد في سوريا فجأةً بهجومٍ شنته فصائلٌ معارضةٌ مدعومةٌ من تركيا، وحلَّ محله نظامٌ إسلاميٌّ ضعيفٌ بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي فرعٌ من تنظيم القاعدة بقيادة زعيمها السابق في سوريا، أحمد الشرع. من المفهوم أن تشعر إسرائيل بالقلق إزاء هذا التطور، فتحركت بقوة لإنشاء منطقة عازلة لحماية مرتفعات الجولان. وكان للسيطرة على الأراضي في سوريا فائدة ثانية لإسرائيل، إذ إنها أتاحت لسلاح الجو الإسرائيلي تعزيز قدرته المحدودة على استهداف إيران بضربات جوية، ذلك لأن المنطقة التي استولت عليها إسرائيل في سوريا أصبحت الآن جزءًا من ممرها الجوي الذي يربط الأراضي الإسرائيلية بأراضي إيران، ويمر عبر سوريا وشمال العراق وصولًا إلى طهران”.

وبحسب الموقع، “استخدم الإسرائيليون هذا الممر الجوي في تشرين الأول الماضي لشن غارات جوية بطائراتهم الحربية من طراز F-35I Adir من الجيل الخامس ضد أهداف في إيران. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، دمّروا عددًا من أنظمة الدفاع الجوي القوية الروسية الصنع من طراز S-300، وهذا يعني أن إيران سوف تصبح “عارية” أمام الهجمات الإسرائيلية المستقبلية، وذلك بفضل الممر الجوي الجديد”. 

وتابع الموقع، “من يقف في وجه مخطط إسرائيل هي تركيا. فأنقرة العضو الرئيسي في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تسعى إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط على غرار الإمبراطورية العثمانية التي سبقتها بقرون، تنقل أنظمة دفاع جوي قوية إلى سوريا. وتهدف هذه الأنظمة إلى استبدال تلك التي دمرتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد. علاوة على ذلك، بما أن هيئة تحرير الشام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوكالة الاستخبارات التركية (MIT)، فإن نقل أنقرة لأصول عسكرية وأفراد عسكريين رئيسيين إلى سوريا يدل على نية عدائية متزايدة تجاه إسرائيل، لا سيما رغبة القادة الأتراك في ردع تل أبيب عن ضرب منشآت الأسلحة النووية الإيرانية المشتبه بها. وينشر الأتراك أسلحة مضادة للطائرات في قاعدتي تدمر ومنغ الجويتين السابقتين للجيش العربي السوري. ومن بين الأنظمة المنشورة التي ستعقّد قدرة إسرائيل على شن غارات جوية على إيران واستعادتها بشكل موثوق، أنظمة S-400 Triumph، وحصار-أ، وحصار-أو+، وأنظمة الدفاع الجوي كوركوت”. 

وبحسب الموقع، “في عام 2013، منعت إدارة باراك أوباما الأتراك من الحصول على دفاعات صواريخ باتريوت الأميركية الصنع، على الرغم من أهلية تركيا للحصول على هذه الأسلحة نظرًا لعضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو). وردًا على هذه الخطوة، لجأ الأتراك إلى الروس لشراء نظام S-400. ويُعد هذا النظام الروسي الصنع أحد أفضل منصات الدفاع الجوي في العالم، فهو قادر على التصدي للطائرات والطائرات المسيّرة والصواريخ على مدى يصل إلى 248 ميلًا. ولا تكتفي تركيا بشراء أنظمة أجنبية، فقد طورت دفاعاتها الجوية المحلية، بما في ذلك نظاما حصار-أ وحصار-أو+. وحصار-أ هو نظام دفاع جوي قصير المدى، يمكنه التصدي للطائرات والطائرات المسيّرة والمروحيات وصواريخ كروز على مسافة تصل إلى عشرة أميال. أما حصار-أو+ فهو نظام متوسط المدى، يمكنه التصدي لكل أنواع الطائرات والطائرات المسيّرة وصواريخ كروز على مسافة تصل إلى 15 ميلًا”. 

وتابع الموقع، “ثم هناك نظام كوركوت للدفاع الجوي المنخفض الارتفاع، القادر على إطلاق 1100 طلقة في الدقيقة لتحييد التهديدات، مثل الصواريخ، ضمن نطاق ثلاثة أميال. وقد استُخدم كوركوت بالفعل في عمليات سابقة في محافظة إدلب السورية خلال سنوات الصراع هناك. وتُشير التقارير إلى أن تركيا تُعزز هذه الانتشارات بشبكات رادار متطورة لمراقبة المجال الجوي السوري على نطاق واسع، مما قد يغطي مناطق بعيدة تصل إلى دمشق”. 

وبحسب الموقع، “استشعر سلاح الجو الإسرائيلي التهديد الكامن الذي يشكله التحرك التركي على خططه الحربية ضد إيران، فشنّ غارات جوية مدمرة في الثاني من نيسان استهدفت مواقع عسكرية في سوريا، كتلك القريبة من تدمر وحماة ودمشق، في محاولة لإضعاف قدرة هذه القواعد العسكرية السابقة على استضافة الأتراك وأنظمة دفاعهم الجوي المتطورة. وأشارت تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مقتل ثلاثة ضباط عسكريين أتراك على الأقل في القصف الإسرائيلي. وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نشهد الآن سيناريو خطيرًا للغاية، حيث تتعرض دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، تركيا، لهجوم من إسرائيل، أقرب حليف إقليمي لأميركا، وذلك لأن أنقرة كانت تحاول منع تل أبيب من ضرب طهران. هذا التفاعل يُظهر مدى خطورة احتمالات اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق في الشرق الأوسط في الوقت الراهن”.