أخطر بكثير من ترامب.. تحذير من وصول لوبان لرئاسة فرنسا

9 أبريل 2025
أخطر بكثير من ترامب.. تحذير من وصول لوبان لرئاسة فرنسا


حذر الخبير السياسي السويدي نيلس كارلسون، من أن تولي زعيمة حزب “التجمّع الوطني” الفرنسي مارين لوبان رئاسة فرنسا، سيمثل تهديدًا كبيرًا للديمقراطية الفرنسية، يتجاوز في خطورته التهديد الذي يشكله الرئيس الأميركي دونالد ترامب على النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة.

وجاء هذا التحذير في ظل تصاعد الجدل في فرنسا عقب إدانة لوبان في قضية اختلاس تتعلق باستخدام مساعدي حزبها في البرلمان الأوروبي، والتي قضت بمنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية. وأثار الحكم القضائي ردود فعل واسعة داخل فرنسا وخارجها، لا سيما في ظل الهجمات التي شنها مؤيدوها ضد المؤسسة القضائية الفرنسية.

وذكرت مجلة لكسبريس الفرنسية أن قضية لوبان أصبحت محل متابعة دقيقة من جانب عدد كبير من المراقبين الدوليين، ومن بينهم الباحث نيلس كارلسون، الذي أبدى قلقه من تطور الخطاب الشعبوي المعادي للقضاء، مشيرًا إلى أن فرنسا تمر باختبار ديمقراطي بالغ الأهمية.

وقال كارلسون إن “منطق جميع الحركات الشعبوية، سواء من اليمين أو اليسار، يقوم على الفكرة نفسها: النخبة فاسدة، والشعب وحده يمتلك الحقيقة”، موضحًا أن هذه الاستراتيجية لطالما استخدمتها مارين لوبان ووالدها جان ماري لوبان منذ عقود.

وأضاف أن القضية الحالية، التي تُتهم فيها لوبان باختلاس أموال عامة، تمثل لحظة فاصلة للديمقراطية الفرنسية. وأكد: “في أي ديمقراطية دستورية، يُعد احترام سيادة القانون أمرًا جوهريًا. لا أحد فوق القانون، لا السياسيون، ولا حتى الرئيس”.

وفي مقارنة مباشرة بين لوبان وترامب، أشار كارلسون إلى أن لوبان تبدو أكثر تنظيمًا ودهاءً على المدى الطويل، في حين يتصرف ترامب بدافع الغريزة، وهو ما يجعله – بحسب تعبيره – هاويًا، مقارنة بلوبان التي وصفها بـ”السياسية المحترفة”.

وأوضح أن النظام الديمقراطي الأميركي محصن إلى حد كبير بفضل دستوره الفدرالي ونظام الضوابط والتوازنات، الذي يمتد تاريخه لنحو 250 عامًا، بينما تتميز فرنسا بنظام أكثر مركزية يمنح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية، ما يجعل أي اختلال محتمل أكثر تأثيرًا.

وقال: “في حال وصول مارين لوبان إلى قصر الإليزيه وسيطرتها على مفاصل الدولة، فإن الوضع سيكون أخطر بكثير مما قد يحدث في الولايات المتحدة مع عودة ترامب إلى الحكم”.

وختم كارلسون بالإشارة إلى أن الثقة في قدرة المؤسسات الفرنسية على الصمود أمام التحديات السياسية تبدو أقل مقارنة بالمؤسسات الأميركية، رغم التهديدات الواقعية التي يمثلها كل من ترامب ولوبان. (ارم نيوز)