هل بات النووي أمل إيران الأخير؟

16 أبريل 2025
هل بات النووي أمل إيران الأخير؟


ذكر موقع “الامارات 24″، أنّ جون آلين غاي المدير التنفيذي لجمعية جون كوينسي آدامز ومدير تحرير سابق لمجلة “ناشيونال إنترست”، تناول معضلة الردع التي تواجهها إيران في ظل تصاعد المواجهة غير المعلنة مع إسرائيل. 

وأكد الكاتب في مقاله بموقع مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية تآكل قدرة طهران على ردع خصومها بصورة كبيرة، مما يضعها أمام خيارات صعبة، ويثير نقاشاً داخلياً حول جدوى السعي لامتلاك سلاح نووي.

وقال الكاتب إن إسرائيل باتت تهاجم أهداف إيران وحلفائها في المنطقة بحرية نسبية، سواء عبر ضربات مباشرة أو عمليات سرية داخل إيران عينها، وهو ما يكشف فشل إيران في تحقيق الردع الفعّال. 

ولفت إلى أن هذا الفشل الاستراتيجي ترك النظام الإيراني أمام خيارين أحلاهما مر: إما المضي قدماً نحو السلاح النووي رغم مخاطره السياسية والعسكرية، وإما الرضوخ للضغوط الإسرائيلية والأميركية.

ولفت الكاتب النظر إلى الوضع الذي كان سائداً قبل نيسان من العام الماضي، حيث كان يبدو أن الردع الإيراني يتمتع بأسس متينة تضم:

– القوة الصاروخية للحرس الثوري: كانت هذه الذراع قادرة على شن هجمات دقيقة تشمل صواريخ باليستية وكروز وطائرات مسيّرة، وقد استخدمتها طهران في الردّ على مقتل قاسم سليماني وقصف الانفصاليين الأكراد، وحتى لضرب ما قيل إنها مواقع إسرائيلية في كردستان العراق.

– الإرهاب والعمليات السرية: اعتمدت إيران على الاغتيالات والتفجيرات، كما في تفجير سفارة إسرائيل في الأرجنتين عام 1992. وكان الردع هنا يقوم على “الضعف”، أي التهديد باستهداف أهداف ناعمة ومدنيين بغض النظر عن صلاتهم بإسرائيل.

وأوضح الكاتب أن عام 2024 كان مفصلياً في تقويض بنية الردع الإيرانية، إذ صعدت إسرائيل من وتيرة عملياتها بشكل غير مسبوق: فاستهدفت قنصلية إيرانية في دمشق، واغتالت قادة من حماس داخل طهران، ونفذت ضربات مؤلمة ضد حزب الله طالت كبار قياداته، بل وقتلت 3 جنرالات في الحرس الثوري.

كما أظهرت عملية “الوعد الصادق” وردها “الوعد الصادق 2” أن فعالية القوة الصاروخية الإيرانية لم تكن بالحجم المأمول، فقد تم اعتراض معظم الهجمات، وكانت الأضرار طفيفة، وهو ما كشف محدودية التأثير الحقيقي.

واحتفظت إيران بجزء كبير من صواريخها دون استخدام، في إشارة إلى رغبتها في تجنب الحرب الشاملة.

وأشار غاي إلى أن أداء وكلاء إيران، لا سيما الحوثيين والفصائل العراقية والسورية، كان باهتاً. 

أما حماس، فقد تم إنهاكها في غزة، فيما تجنب حزب الله المواجهة الشاملة في الشمال، ليتلقى ضربات إسرائيلية قوية وصلت إلى داخل البنية القيادية. وانخفضت قدراته الصاروخية إلى نحو 30% من مستواها الأصلي بحسب تقديرات إسرائيلية، مع تعقّد عمليات الإمداد بعد تراجع إزاحة الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وأثار الكاتب تساؤلاً مهماً: هل كان حزب الله عاجزاً عن التصعيد، أم أنه اختار عدم الدخول في حرب شاملة؟ ويعد الجواب مقلقاً لطهران في الحالتين.

ولم تكن العمليات السرية الإيرانية أحسن حالاً، فقد تم إحباط عدة محاولات لاغتيال إسرائيليين وأميركيين ومنشقين. 

وقال الكاتب إن العودة إلى أي إرهاب “رفيع المستوى” كما في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي غير ممكنة حالياً، لأن الأثمان القانونية والدبلوماسية باتت باهظة، كما في حالة تفجير المركز اليهودي عام 1994 في الأرجنتين، الذي لا تزال تداعياته القانونية مستمرة في ظل ملاحقة العديد من المسؤولين الإيرانيين البارزين الموضوعين على قائمة المطلوبين لدى الإنتربول حتى اليوم.

ونوّه الكاتب إلى أن إيران، في ظل انهيار أدوات الردع التقليدية، قد ترى في القنبلة النووية طوق نجاتها الوحيد، موضحاً أنه حتى هذا الخيار ليس مضموناً، لا من الناحية التقنية ولا من حيث القدرة على تحمّل العواقب الدولية، خاصة إذا استهدفت الولايات المتحدة أو إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية بشكل مباشر.

ورأى الكاتب أن الردع الإيراني لم يعد كما كان، بل تهاوى تحت وطأة ضربات إسرائيلية دقيقة وتراجع أداء الوكلاء.

ويفتح هذا الوضع الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيداً، لا سيما في ظل حديث متزايد داخل طهران عن ضرورة حيازة السلاح النووي. 

واختتم الكاتب مقاله بسؤال مفتوح مفاده: هل السلاح النووي كاف لحل معضلة الردع؟ أم أن النظام الإيراني، حتى مع القنبلة، سيظل عاجزاً عن فرض معادلة ردع حقيقية في وجه خصومه؟ (الإمارات 24)