نشرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية الرسمية، لقطات مصورة تعرض تجهيزات الطائرات المسيّرة والصواريخ وغرفة القيادة والعمليات الخاصة بما وصفته بـ”عملية الوعد الصادق 1″، وهو أول هجوم مباشر شنته إيران على إسرائيل في نيسان 2024، ردًا على اغتيال القائد الكبير في “فيلق القدس”، محمد رضا زاهدي، في العاصمة السورية دمشق.
وأظهر الفيديو، الذي وُصف بأنه يحتوي على “مشاهد لم تُعرض من قبل”، مشاهد من داخل منشآت تحت الأرض تُظهر عمليات تجميع طائرات بدون طيار وصواريخ، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على القدرات العسكرية الإيرانية.
في المقابل، اعتبر الإعلام العبري، وتحديدًا موقع “واي نت” الإسرائيلي، أن هذه المشاهد ليست إلا دعاية إيرانية تهدف إلى “التعويض عن الإخفاقات العملياتية”، خاصة في ظل مفاوضات طهران النووية مع الولايات المتحدة.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن إيران سبق أن نفذت هجومًا مماثلًا على إسرائيل في تشرين الأول 2024، تحت اسم “الوعد الصادق 2″، عقب اغتيال شخصيات بارزة من حماس حزب الله، والحرس الثوري الإيراني، وهو ما دفع إسرائيل إلى شنّ ردود عسكرية محددة، مع استمرار طهران في إخفاء ما تعتبره نقاط ضعف.
من جهته، قال الباحث في “معهد دراسات الأمن القومي” بيني سباتي إن الفيديو يعكس الأسلوب الإيراني المعتمد في “بناء رواية ذاتية” لتلميع الصورة أمام الداخل والخارج، وأضاف: “حتى لو لم يصدقهم الشعب الإيراني، فإن النظام يواصل بثّ هذه السرديات التي تفتقر إلى الشفافية والمصداقية”.
بالتزامن، علّق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في لقاء مع كبار قادة الجيش قائلاً: “يجب تعزيز قدرات قواتنا المسلحة، فهذه القوات هي جدار الدفاع عن إيران وملاذ الشعب أمام أي عدوان خارجي”.
وفي سياق متصل، تناول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته شمال قطاع غزة منشورًا حديثًا لخامنئي بعنوان: “لماذا يجب إزالة النظام الصهيوني من الشرق الأوسط”، متهما طهران بالازدواجية عبر الجمع بين “دعوات لتدمير إسرائيل” والانخراط في مفاوضات مع الولايات المتحدة.
لاحقًا، نشر نتنياهو مقطع فيديو بالإنكليزية وجّه فيه رسالة مباشرة للجمهور الأميركي، مشيرًا إلى أن “إيران لا تزال تسعى لتدمير إسرائيل، في وقت تدّعي فيه أنها تسعى إلى السلام”، مؤكدًا أن “ما يجب أن يختفي ليس إسرائيل، بل محور الإرهاب الإيراني وبرنامجه النووي، حفاظًا على استقرار المنطقة والسلام العالمي”.