شهيدة الخوف.. ممرضة فلسطينية قتلها الرعب على حاجز عسكري إسرائيلي

21 أبريل 2025
شهيدة الخوف.. ممرضة فلسطينية قتلها الرعب على حاجز عسكري إسرائيلي


رغم مرور نحو عشرة أيام على استشهاد الممرضة الفلسطينية منار إمطير (28 عامًا)، لا تزال الصدمة تسيطر على عائلتها في بلدة بني نعيم شرق الخليل، ولا تزال الأسئلة معلّقة دون إجابات، في انتظار تسجيلات كاميرات قد تكشف الحقيقة الغائبة عمّا جرى على أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية شمال الخليل.

في زيارة مؤلمة لمنزل العائلة، روى زوجها محمد الزعاقيق للجزيرة اللحظات الأخيرة قبل الحادث، قائلاً: “أنهينا يومنا بتحضير طفلتنا ليا، كانت منار متوجهة لزيارة والدها بمناسبة عيد ميلاده. بعد دقائق من مغادرتها، تلقيت اتصالًا من زميلها المسعف يبلغني بأن زوجتي ورضيعتنا تعرضتا لحادث”.

وقع الحادث عند حاجز عسكري، حيث أصيبت منار بحالة هلع عند رؤية الجنود، مما تسبب في ارتباكها واصطدامها بمكعب إسمنتي. “كانت تلك القبلة في الشارع وداعًا لم أفهمه وقتها”، قال الزوج المتألم، قبل أن يتوقف صوته مرارًا أمام الدموع.

أما والدها، فرح إمطير، فقد حمّل مسؤولية ما حدث للجنود الذين اقتحموا السيارة وكسروا زجاجها، ما أدى إلى انهيار عصبي حاد أصاب منار، تسبب في توقّف قلبها ونزيف دماغي أودى بحياتها لاحقًا.

ورغم مرور الأيام، لا تزال العائلة تنتظر تسجيلات كاميرات المراقبة عند الحاجز، والتي طالبوا بها عبر الارتباط المدني الفلسطيني، دون استجابة حتى الآن. ويؤكد الوالد: “هذا حقنا، نريد أن نعرف ما الذي حصل لابنتنا. نريد الحقيقة”.

منار، التي لم تعش مع ابنتها سوى تسعة أشهر، رحلت تاركة خلفها طفلة يتيمة، وزوجًا محطمًا، وعائلة مفجوعة. هي ليست ضحية حادث فحسب، بل ضحية الخوف، والحصار، والحواجز العسكرية التي تنهش يوميات الفلسطينيين.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن الضفة الغربية تعج بـ898 حاجزًا ونقطة تفتيش، تتحول أحيانًا من أدوات “أمنية” إلى مصائد موت. وتبقى قصة منار شاهدًا حيًّا على رعبٍ يومي يتهدد أرواح المدنيين، وبخاصة النساء والأطفال.