قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لا تزال منفتحة على التفاعل مع الولايات المتحدة، شريطة أن يكون ذلك على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مشيرًا إلى استعداد إيران لبناء 19 مفاعلًا نوويًا جديدًا بالتعاون مع شركات أميركية.
وفي خطاب نشر نصه الكامل عبر وسائل الإعلام الرسمية، أوضح عراقجي أن السوق الإيراني يتيح فرصًا اقتصادية تريليونية من شأنها أن تُنعش صناعة الطاقة النووية الأميركية المتعثرة، لا سيما من خلال مشاريع ضخمة لإنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة وغير هيدروكربونية.
وأضاف أن إيران لم تكن يومًا عائقًا أمام التعاون مع الولايات المتحدة، بل إن الحكومات الأميركية السابقة، المتأثرة بجماعات ضغط خاصة، هي من عطلت هذا التعاون. وأشار إلى أن العقود المحتملة في مشاريع الطاقة النظيفة يمكن أن تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، داعيًا إلى اغتنام هذه الفرص في ظل امتلاك إيران مفاعلًا نشطًا في بوشهر، وتوجهها لبناء 19 مفاعلًا إضافيًا.
وفي ما يخص مستقبل الاتفاق النووي، شدد عراقجي على أن أي اتفاق جديد يجب أن يضمن المصالح الاقتصادية لإيران، إلى جانب تأكيد سلمية برنامجها النووي. وقال إن طهران لم ولن تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وقد وافقت في السابق على أكثر أنظمة التفتيش صرامة بموجب اتفاق عام 2015.
وأشار إلى أن انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018 وجه ضربة للثقة المتبادلة، لكنه لم يُنهِ التزام إيران بالمسار الدبلوماسي، مؤكدًا أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تركز على الملف النووي ورفع العقوبات فقط، دون التطرق إلى قضايا الأمن الإقليمي أو النفوذ الإيراني.
وأعاد التذكير بأن إيران كانت أول من دعا إلى إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط منذ عام 1974، مؤكدًا أن رفض طهران للأسلحة النووية ينبع من قناعات دينية وأخلاقية.
وكان من المقرر أن يلقي عراقجي هذا الخطاب خلال مؤتمر كارنيغي الدولي للسياسات النووية، غير أن المنظمين ألغوا الكلمة بعد قرارهم تحويل الجلسة إلى مناظرة بدلًا من خطاب فردي، بحسب ما أعلنته البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة عبر منصة إكس.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في مؤتمر صحفي سابق إن إيران لم تكن يومًا عائقًا أمام دخول المستثمرين الأجانب، بما في ذلك الأميركيين، مؤكدة أن الاستثمار الأجنبي يتطلب إصلاحات في البنية التحتية وسلسلة من التمهيدات القانونية والإدارية. (ارم نيوز)