قبيل الجولة الثالثة المرتقبة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران السبت المقبل، طرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مقترحًا يشكّل ما يشبه عرضًا تفاوضيًا جديدًا لطهران، في محاولة لكسر الجمود القائم بشأن الملف النووي الإيراني.
في مقابلة له عبر بودكاست “ذا فري برس”، أعلن روبيو استعداد إدارة الرئيس دونالد ترامب للسماح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني، شريطة أن يعتمد فقط على الوقود النووي المستورد، أي دون السماح بأي أنشطة لتخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
وأوضح روبيو أن بلاده لا تمانع في أن تُشغّل إيران مفاعلات نووية مدنية على غرار دول أخرى، لكن “طريقها نحو القنبلة النووية يجب أن يُغلق تمامًا”، مضيفًا أن شرط واشنطن الأساسي هو التخلي الكامل عن عمليات التخصيب.
في المقابل، أقرّ روبيو بأن بلاده ما زالت بعيدة عن التوصل إلى اتفاق مع إيران، إلا أنه شدد على رغبة الإدارة الأميركية في التوصل إلى حل دبلوماسي سلمي، من دون اللجوء إلى الخيار العسكري.
ورغم ذلك، تبقى قدرة إيران على التخصيب نقطة الخلاف الأساسية، إذ ترفض طهران منذ سنوات أي محاولة لإجبارها على التخلي عن تلك القدرة، وتصرّ على أن برنامجها النووي يخدم أغراضًا مدنية فقط.
وتعززت المخاوف الغربية مؤخرًا بعد أن كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير صدر خلال شباط الماضي، أن إيران تمتلك نحو 275 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، ما يقرّبها أكثر من نسبة 90% المطلوبة لصنع السلاح النووي، متجاوزة بكثير النسبة المحددة في اتفاق 2015 (3.67%).
يأتي هذا في وقت لا يزال فيه البيت الأبيض منقسمًا حيال مدى المرونة التي يمكن اعتمادها مع إيران. فبينما طالب مايك والتز، مستشار الأمن القومي، بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني، عاد مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ليطرح احتمال القبول بنسبة تخصيب منخفضة، في حدود ما نص عليه الاتفاق النووي لعام 2015.
وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق المذكور في 2018، معتبرًا إياه “أسوأ اتفاق تم التفاوض عليه”، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على طهران، التي بدأت تدريجيًا بتقليص التزاماتها النووية في العام التالي. (العربية)