ذكر موقع “The National Interest” الأميركي أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يستطع إلا أن يبتسم ابتسامةً متوترةً في المكتب البيضاوي في 7 نيسان عندما أعرب الرئيس دونالد ترامب عن إعجابه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهنأه على سيطرته على سوريا. كما ولم يكن نتنياهو مطمئناً بشكل خاص عندما زعم ترامب أنه قادر على “حل” أي مشكلة بين إسرائيل وتركيا. ومما زاد الأمور تعقيدًا، أشارت مصادر إلى أن ترامب قد يلتقي أحمد الشرع، الرئيس السوري المُعيّن حديثًا. ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستثير قلقًا في إسرائيل والمنطقة، وهناك تكهنات واسعة النطاق بأن تركيا تدعم سرًا الشرع وهيئة تحرير الشام، التي تحكم سوريا منذ سقوط بشار الأسد في كانون الأول 2024″.
وبحسب الموقع، “ربما يأمل ترامب أن يساهم نفوذ تركيا في سوريا في دعم جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب واحتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، لكن هذه الآمال مُفرطة في التفاؤل. على الأرجح، سيؤدي سقوط الأسد من السلطة، وظهور الشرع مكانه، إلى استبدال مشكلة بأخرى. للتوضيح، يُعدّ سقوط نظام الأسد تطورًا إيجابيًا لمصالح الشرق الأوسط والولايات المتحدة، فقد أضعف بشكل كبير إيران و”محور المقاومة” التابع لها، والذي يسعى إلى طرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط وتدمير دولة إسرائيل، لكن الولايات المتحدة تواجه الآن صعود محور مدعوم من تركيا، والذي يُرجّح أنه يتشارك الأهداف عينها”.
وتابع الموقع، “مع تراجع نفوذ إيران الإقليمي بسرعة، يبدو أن النظام التقليدي يعاود الظهور. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يُحرض على تجدد العدوان على إسرائيل، في وقت تسعى فيه دول عربية
إلى تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية. وبفضل الحماية الأمنية التركية في سوريا، تستطيع هيئة تحرير الشام الآن السعي لتحقيق أهداف أكثر تطرفًا تهدد الاستقرار الإقليمي والأمن الإسرائيلي. وفي الواقع، لم تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام محاولات تركيا التوغل في سوريا. فمنذ سقوط الأسد، شنّت غارات جوية، بل ونفّذت عمليات برية في سوريا لمنع تركيا من الوصول إلى منشآت عسكرية سورية، مثل قاعدة التيفور الجوية في تدمر. وقد أبلغت أنقرة بأنها تعتبر إنشاء قاعدة عسكرية تركية في سوريا خطًا أحمر. كما تُقيم إسرائيل علاقات مع الطائفة الدرزية السورية والتي يُفترض أن تشعر بالقلق من نظام إسلامي سني في دمشق”.
وأضاف الموقع، “التقى ممثلون إسرائيليون وأتراك مؤخرًا في أذربيجان لتخفيف التوترات المتصاعدة وتهدئة عملياتهما العسكرية في سوريا. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة وحدها تملك القوة والنفوذ اللازمين للتوسط بين حليفين يبدو أنهما على وشك التنافس والصراع المحتمل. ومع أن رغبة الولايات المتحدة في تجنب إثارة تصعيد مع حليف في الناتو أمر مفهوم، إلا أنه لا ينبغي أن يُترجم هذا إلى سياسة استرضاء تجاه تركيا ووكيلها الناشئ في سوريا. وتمتلك واشنطن العديد من الأدوات لضمان توازن القوى في دمشق، وردع عودة التطرف بين الدول العربية، واحتواء محاولات تركيا لتوسيع نطاق نفوذها في الشرق الأوسط”.
وبحسب الموقع، “أولاً، يجب على الولايات المتحدة ألا ترفع العقوبات المفروضة حالياً على هيئة تحرير الشام. فأي تخفيف للعقوبات على الجماعة يجب أن يكون مشروطاً بشكل واضح بإجراء إصلاحات جادة. والأهم من ذلك، يجب أن يكون أول هذه الإصلاحات هو إبعاد كافة العناصر المتطرفة والجهادية التي لا تزال نشطة داخل الحكومة السورية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام. وأشار الشرع إلى أنه يدعو إلى تحديث سوريا وتحريرها وإرساء الديمقراطية فيها. يجب على واشنطن أن تُلزمه بهذه الوعود، وأن تمتنع عن الاعتراف الرسمي بالحكومة السورية الجديدة حتى يفي بوعوده”.
وتابع الموقع، “ثانيًا، ينبغي على الولايات المتحدة إعادة النظر في موقفها تجاه الوجود العسكري الروسي المتبقي في سوريا. فقد تم بالفعل تفكيك معظم البنية التحتية العسكرية الروسية في كل أنحاء البلاد، وما تبقى هو وجود محدود في قاعدة حميميم الجوية. ورغم أن الولايات المتحدة وروسيا في صراع في أماكن أخرى من العالم، فإن أيًا منهما لن يكون في مصلحته وجود حكومة في سوريا عازمة على تدمير إسرائيل. وفي الواقع، تجدر الإشارة إلى أن تل أبيب شجعت واشنطن، وفقًا للتقارير، على عدم الضغط على نظام الأسد لطرد القوات الروسية في الماضي، معتبرةً وجودها بمثابة رادع لكل من إيران والمتطرفين . ونظرًا للتنافس التاريخي بين روسيا وتركيا في المنطقة، وخاصة في سوريا، فإن منح روسيا حصة في سوريا قد يكون بمثابة ثقل موازن لتركيا”.
وأضاف الموقع، “ثالثًا، يجب على الولايات المتحدة زيادة دعمها للحكومة اللبنانية والنظام الملكي الأردني. فهناك خطر متزايد من سعي عناصر مدعومة من تركيا وجماعات سنية متطرفة تعمل في سوريا إلى زعزعة استقرار هاتين الدولتين المجاورتين. وتتفاقم هذه المشكلة بشكل خاص في لبنان، حيث أدى انهيار قوة حزب الله إلى خطوات كبيرة نحو الاستقرار والسلام. وينبغي على الولايات المتحدة بذل كل ما في وسعها للحفاظ على هذا الاستقرار”.
وبحسب الموقع، “رابعًا، ينبغي على الولايات المتحدة أن تحذو حذو إسرائيل وتتواصل مع الأقليات السورية، كالدروز والأكراد والعلويين والمسيحيين. إن تقوية هذه المجتمعات من شأنه أن يعزز أمنها ويمنح أميركا نفوذًا حاسمًا ضد هيئة تحرير الشام أو غيرها من العناصر المتطرفة. إن العلاقات المستقلة مع هذه الأقليات يمكن أن تخدم المصالح الاستراتيجية الأميركية من خلال الحفاظ على التوازن ومنع المتطرفين من استخدام سوريا مجددًا لزعزعة استقرار الشرق الأوسط. كما ينبغي على الولايات المتحدة ربط تخفيف العقوبات بتنويع القيادة السياسية السورية، بما يضمن منح الأقليات والمجموعات غير المهيمنة حصة حقيقية في الحكم”.
وختم الموقع، “تركيا ليست بديلاً عن إيران في الشرق الأوسط، ولن تكون هيئة تحرير الشام أفضل حالاً لمستقبل سوريا مما كان عليه الأسد. باختصار، يجب على الولايات المتحدة ضمان عدم ملء الجيش التركي للفراغ الذي تركه الجيشان الروسي والسوري. كما يجب عليها الضغط على هيئة تحرير الشام للتخلي عن أي صلة لها بالإرهاب والحفاظ على حدود منزوعة السلاح مع إسرائيل”.