بعد التوترات في جرمانا.. هذا ما قاله شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز

29 أبريل 2025
بعد التوترات في جرمانا.. هذا ما قاله شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز


أدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حكمت الهجري الاعتداء على المدنيين في جرمانا، داعيا إلى عدالة انتقالية حقيقية ومحاسبة المتورطين دون انتقام ونبذ الفتنة والتحريض الطائفي.








وجاء في بيان صادر عن الشيخ الهجري: “نترحم على أبنائنا الأبرياء الذين استشهدوا في جرمانا على أيادي الغدر والعصابات الإرهابية التكفيرية، وندين هذه الاعتداءات الإرهابية المقيتة على الأبرياء الآمنين دون تبرير لأنه لا يراد منها سوى شق الصف، وبث الفتنة ونشر القتل والإرهاب والعنف”.

وأضاف: “من موقعنا في الرئاسة الروحية، نأسف أن الكثيرين من أهلنا انشغلوا ببعضهم، وحرضوا للنيل من بعضهم بتهم وتخوين وتكفير، و نأسف أن من ينتقد يتم تجريمه، من يطلب حقه يتم الهجوم عليه من قبل بعض جهات موتورة مرفوضة، تحاول أن تسمي نفسها باسم جهة أو تيار أو توجه، فالأطياف والتلاوين والأديان والطوائف المجتمعة في سوريا كلها تحمل أصالة ورقيا وحضارة حاشا أن يسيء لها أحد، ونحن دوما نحذر من الإساءة للأديان والمعتقدات والأصول والكبار، من أي جهة كانت ومن أي شخص كان ، ونحذّر من مغبّة إشعال الفتن، ومن يسعى لها لأن نارها ستأكل الجميع”.

وأشار إلى أن “الشعب لم يجنِ حتى الآن ثمار الانتصار “، مضيفا: “لم ينعقد مؤتمر شعبي حر صحيح، لم يتم صياغة دستور يرضي عطش الشعب لتصحيح مساراته وتوجيهها، لم يُبنَ شيء على مبادئ سليمة، ولا زلنا تحت وطأة فكر اللون الواحد و الإقصاء، أو الفرض وعدم الاستماع لما يجب أن يكون فكما كان النظام البائد، الذي لا تزال مفاسده مخيمة على الأداء الحالي، بل وأكثر عمقا وفتنة في الوضع الراهن لما تأخذه من عناوين طائفية ممنهجة، وهذا ما نرفضه كسوريين، لأنه لا يخدم مصلحتنا العامة ببناء دولة القانون والمواطنة، وأين هو الأمن الذي وعدنا به وسط استمرار التحريض الطائفي دون محاسبة أو توجيه ولا إدانة من أحد “.

ولفت إلى أن الشعب سوري يملك “كوادر مهمة وراقية وواعية، يتوجب منحها الثقة، ويجب أن تأخذ دورها الفعلي في البناء”. موضحا أن “العدالة الانتقالية لا تعني المحاسبة فقط، بل تعني عدل توزيع المهام، وعدالة العمل والانتقال دون انتقام عشوائي ودون اختلاق مبررات للفتن كما يحصل للأسف في هذه المرحلة الانتقالية”.

وتابع قائلا: “أقصى ما كرهناه وحذرنا منه، هو ما حصل من مجازر ولا تزال، من انعدام أمان في الكثير من المناطق بشكل لم يكن عشوائيا، ومع ذلك، فالمطلوب هو محاسبة كل المجرمين السابقين واللاحقين، ووقف الإجرام والتحريض وقمعه بشكل نهائي بمعالجة أسبابه واجتثاثها بالسرعة القصوى .. ونأمل من الشرفاء في بلادنا بكل مواقعهم توجيه الأبناء وتصويب توجهاتهم، فنحن لسنا أبناء البارحة، نحن في عيش متكامل متآخ واحد من قرون، وهذه الصيغ التخوينية الجديدة لم تكن على بال أحد، ولا أسس لها، ونستهجن طرحها وعنف صيغها الغير مبررة في زمن نحتاج فيه للتعاضد واستمرار التآخي والتعاون، فنحن نحتاج لبعضنا ونشد أزر بعضنا على دروب الحرية”.

وطرح الشيخ الهجري تساؤلا عن سبب توقف الدوائر الحكومية الأساسية عن العمل حتى الآن، مضيفا: “لماذا؟ لم القرارات الملثمة؟.. ما الذي تفعله السلطة المؤقتة؟.. ما الذي يحصل هناك؟”.

وشدد على أن “مصلحة أبناء الوطن تكمن بالوحدة والحرية ومحبة بعضهم البعض، مع استبعاد التعاون مع أي جهة إقصائية إرهابية ايا كانت”، مؤكدا على ضرورة “قمع الإرهاب لا إدانة من يدافع عن نفسه وقبول المبررات ووقف التحريض الطائفي من كل الجهات”.

واختتم قائلا: “أهلنا الكرام في ربوع الوطن.. إن التعديات على مكونات المجتمع، واللحمة الشعبية والاجتماعية، تجاوزت حدودها والتاريخ يسجل، وهذا مالا نفخر به كشعب له جذور حضارية، وفي كل بيئة يوجد الفاسدون، ولكننا ننادي دوما أن لا أحد مفوض للحديث باسم غيره، وكل مخطئ يحاسب بشخصه بجريرة خطئه، ولا يمثل غيره أيا كان انتماؤه، ونحن نؤكد على اجتثاث هؤلاء ومحاسبتهم، وندين كل من يستغل هذه التصرفات الرعناء لتسويغ الأعمال الإرهابية من خلال التحريض وارتكاب المجازر بحق الأبرياء”. (روسيا اليوم)