اعتبرتقرير لصحيفة “المونيتور”، أن تعرّض الدروز للقصف في جنوب سوريا يُثير مخاوف من اندلاع حرب أهلية في البلاد.
وفي حين أدان الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الديني الدرزي السوري، يوم الخميس ما وصفه بـ”هجوم إبادة جماعية غير مبرر” ضد الطائفة، ودعا القوات الدولية إلى “التدخل”، مؤكدا أنه لم يعد يثق بالحكومة، قائلًا في بيان: “الحكومة لا تقتل شعبها”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا يوم الجمعة، إن 109 أشخاص على الأقل قتلوا منذ بدء القتال، بمن في ذلك مقاتلون حكوميون ومسلحون دروز ومدنيون.
وفي هذا السياق، قال خبراء إن الاشتباكات الأخيرة بين مسلحين سنة ودروز في جنوب سوريا لديها القدرة على إشعال صراع طائفي كامل النطاق في البلاد، مع قيام الحكومة الجديدة بنشر المزيد من القوات في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أعلنت يوم الأربعاء أن قواتها قصفت “مجموعة متطرفة” كانت تستعد لمهاجمة الدروز في صحنايا، تماشيا مع تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شباط بحماية الدروز في جنوب سوريا.
وفي حين ردت دون ذكر إسرائيل بالاسم، أكدت وزارة الخارجية السورية رفضها “جميع أشكال التدخل الأجنبي”. وأشارت إلى أن الدروز، الذين يبلغ عددهم حوالي 700 ألف نسمة في سوريا، تعرضوا للتهميش في عهد الرئيس السابق بشار الأسد، لكنهم ظلوا محايدين إلى حد كبير خلال الحرب الأهلية.
وتوقعت بحسب محللين أنه رغم تجدد العنف بسبب الإساءة المزعومة للنبي محمد، فإن السبب الأساسي ينبع من جروح الحرب الأهلية السورية.
وقال نيكولاس هيراس، المدير الأول في معهد نيولاينز في واشنطن، إن حجم وضراوة الاشتباكات يُشيران إلى أن هذه الاضطرابات هي في الأساس استمرار للسياسة التي سادت في حقبة الحرب الأهلية.
وأضاف هيراس أن بعض السوريين يربطون الدروز بالأسد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الحكومة جندت أعضاء المجتمع الدرزي في الجيش خلال الحرب ضد “هيئة تحرير الشام” وغيرها من المعارضة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاشتباكات في الجنوب تُعد أحدث مثال على العنف الطائفي في سوريا منذ أن أطاحت “هيئة تحرير الشام” بالأسد؛ ففي مطلع آذار، قُتل أكثر من 1600 شخص، معظمهم من المدنيين العلويين، في هجمات شنّها مقاتلون موالون للحكومة في محافظتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين.
وفي حين يُعدّ الأكراد والإيزيديون والمسيحيون من بين الأقليات في سوريا، بالإضافة إلى الدروز، الذين تعرضوا للاضطهاد في العقود الأخيرة؛ ويُعتبرون الأكثر “عُرضة للخطر” في حال تصاعد العنف الطائفي، تتكون غالبية السكان من العرب المسلمين السنة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه في حين يُشكل الدروز في سوريا “اهتماما خاصا” بالنسبة لإسرائيل بسبب الدور الذي يلعبه المجتمع الدرزي في المجتمع الإسرائيلي فضلا عن مخاوف الدروز الإسرائيليين بشأن الوضع في سوريا.
وبينما قد يُصبح الدفاع عن الدروز في سوريا مع مرور الوقت وسيلةً يستخدمها نتنياهو لتوسيع التدخل الإسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية. دعت تركيا، التي تحتفظ بوجود عسكري في شمال سوريا، والتي تدهورت علاقاتها مع تل أبيب منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول 2023، إسرائيل إلى وقف تنفيذ الضربات في البلاد.
ويبدو أن تصرفات الجيش الإسرائيلي في سوريا ترجع جزئيا إلى المخاوف بشأن النفوذ التركي المتزايد في البلاد. (ارم نيوز)