نشر موقع “العربية نت” تقريراً جديداً تحت عنوان “قصة استسلام ألمانيا.. ونهاية الحرب العالمية الثانية”، وجاء فيه:
يوم 8 أيار 1945، عرفت الحرب العالمية نهايتها على الساحة الأوروبية عقب توقيع الألمان ببرلين على اتفاقية استسلامهم للحلفاء.
وعلى الرغم من تواصل العمليات القتالية ضد اليابان على ساحة المحيط الهادئ، تنفس الحلفاء الصعداء عقب تمكنهم من حسم الحرب ضد أدولف هتلر الذي تمكن بوقت ما قبل بضعة سنوات من إخضاع أجزاء واسعة من القارة الأوروبية لسلطته.
وعلى الساحة الأوروبية، خلفت الحرب العالمية الثانية دماراً هائلاً بالبنية التحتية كما سجلت خسائر بشرية غير مسبوقة بتاريخ الإنسانية.
وبينما قتل زهاء 20 مليون سوفيتي، خسر الألمان نحو 7 ملايين شخص بينما بلغت خسائر الفرنسيين 600 قتيل والبريطانيين 450 ألف قتيل.
وقبل اتفاقية 8 أيار 1945، كان الألمان قد وقعوا اتفاقية استسلام أخرى خلال اليوم السابق. وفي الأثناء، لم يتم اعتماد هذه الاتفاقية بشكل كبير بسبب جوزيف ستالين.
التوقيع على اتفاقية ريمس
في حدود الساعة الثانية وواحد وأربعين دقيقة ليلا يوم 7 أيار 1945، وقع الوفد الألماني بقيادة الجنرال ألفرد جودل (Alfred Jodl)، بالنيابة عن القيادة العسكرية الألمانية والرئيس الألماني الجديد الأميرال كارل دونيتز (Karl Donitz)، اتفاقية استسلام ألمانيا غير المشروطة بإحدى قاعات المعهد التقني بمدينة ريمس (Reims) الفرنسية.
من جهة ثانية، وقعت هذه الاتفاقية، التي حررت باللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية، من طرف الجنرال الأميركي، والمسؤول بالقيادة العسكرية للحلفاء، والتر سميث (Walter B. Smith) كممثل عن الحلفاء.
ومن الجانب السوفيتي، تكفل الجنرال إيفان سوسلوباروف (Ivan Susloparov) بالتوقيع عليها كممثل عن السوفيتيين.
إلى ذلك، وقع سوسلوباروف على هذه الاتفاقية دون الحصول على موافقة موسكو حيث لم يحصل الأخير بعد على رد من ستالين لتوقيعها.
ولهذا السبب، ضمت إتفاقية ريمس بنداً سمح بتعويضها بإتفاقية أخرى لاحقاً في حال اعتراض أحد الأطراف.
إلغاء اتفاقية ريمس بسبب ستالين
مع سماعه بخبر توقيع اتفاقية ريمس، عبر القائد السوفيتي ستالين عن غضبه ورفضه لما تضمنته هذه الإتفاقية، مؤكداً على ضرورة أن يتم تمثيل الاتحاد السوفيتي (السابق) ضمن هكذا اتفاقيات بوفد رسمي من القيادة العسكرية السوفيتية بزعامة المارشال غيورغي جوكوف (Georgy Zhukov). وعلى إثر الرفض الستاليني لإتفاية ريمس، تم تفعيل البند الذي نص على تعويضها باتفاقية أخرى.
ونزولاً عند رغبة ستالين، تم في حدود الساعة العاشرة وثلاثة وأربعين ليلا يوم 8 أيار 1945 توقيع اتفاقية استسلام ألمانية جديدة بمنطقة كارلسهورست (Karlshorst) ببرلين.
وبعد حفل افتتاح بسيط أقامه المارشال جوكوف بحضور ممثلين عن بقية الحلفاء، وقع المارشال فيلهلم كايتل (Wilhelm Keitel) اتفاقية الاستسلام كممثل عن الجانب الألماني.
وفي حدود الساعة الحادية عشر ليلاً، بتوقيت وسط أوروبا، بنفس ذلك اليوم، أي ما يعادل الساعة الواحدة ليلا تقريبا يوم 9 أيار 1945 بتوقيت موسكو، دخلت معاهدة استسلام ألمانيا حيز التنفيذ بشكل رسمي. (العربية نت)