هكذا يستجمع الحوثيون قدراتهم

12 مايو 2025
هكذا يستجمع الحوثيون قدراتهم


تكشف عمليات تهريب الأسلحة المتصاعدة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن حجم جهود المجموعة في تعويض الضرر الذي أحدثته الهجمات الأميركية على قدراتها العسكرية، منذ منتصف  آذار المنصرم، وحتى إعلان توقفها مساء الثلاثاء الماضي.








وأحبطت القوات اليمنية، مطلع الأسبوع الجاري، إحدى أكبر عمليات تهريب الأدوات الحربية في مياه البحر الأحمر، عبر سفينتين شراعيتين قادمتين من القرن الأفريقي، إلى مناطق سيطرة الحوثيين، وعلى متنهما أكثر من 3 ملايين صاعق إلى جانب فتائل تفجير، بالإضافة إلى منظومة اتصالات فضائية.

وفي وقت يزعم فيه زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، عدم تأثّر قدراتهم وعملياتهم العسكرية، بالضربات الأميركية التي بلغت 1712 غارةً وقصفًا بحريًّا، أشارت القيادة المركزية الأميركية، إلى انخفاض تصل نسبته إلى 87% في هجمات المجموعة الصاروخية، ونحو 65% في عمليات الطيران المسيّر.

ومنذ مطلع العام الجاري، حالت القوات والسلطات اليمنية دون وصول 9 شحنات مهرّبة عبر البحر والمنافذ البرّية وحتى الموانئ الرسمية، تحتوي على أسلحة ومعدات عسكرية مختلفة، بينها رادارات بحرية وقطع وأجهزة تحكم بالطائرات المسيّرة، وأجزاء صواريخ مجنحة، ومحركات نفاثة للصواريخ والمسيّرات، وأجهزة اتصالات لا سلكية عسكرية.
واتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، إيران بـ”الاستمرار في تهريب الأسلحة والمعدات إلى الحوثيين، في خرق فاضح للقرارات الدولية، ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2216″.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني الأحد، إن المعدّات المضبوطة “انطلقت من ميناء بندر عباس الإيراني، مرورًا بالقرن الأفريقي، في طريقها إلى ميليشيا الحوثي عبر موانئ الحديدة”.

ويرى محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، أن التنسيق غير المعلن بين الحوثيين والجماعات الأخرى في السودان وإريتريا وجيبوتي والصومال، “لا يمكن فصله عن رؤية إيرانية منهجية، يقودها الحرس الثوري، وتقوم على توظيف الجماعات الإرهابية كأدوات مرنة لتحقيق النفوذ والتغلغل الاستراتيجي، حتى مع وجود اختلاف أيديولوجي ظاهري”.

وقال المجاهد في حديثه لـ”إرم نيوز”، إن هذه التحالفات، تسهم في تعزيز قدرات الجماعات المسلحة على تبادل السلاح والخبرات والغطاء اللوجستي، فضلًا عن إسهامها في إطالة أمد الصراعات وتدويلها.

وأضاف أن علاقة الحوثيين مع هذه الجماعات، سواء كانت تكتيكية أو تفاهمات استراتيجية “فإنها تشبه تمامًا طريقة الحرس الثوري الإيراني في استثمار التنظيمات في أفغانستان والعراق وسوريا”.

وذكر أن جهود مكافحة تهريب الأسلحة للحوثيين ووقف نمو تحالفاتهم الممتدة إلى الضفة الغربية من البحر الأحمر، “تكمن في تعزيز الشراكات الإقليمية مع حكومات دول القرن الأفريقي، وتطوير منظمات أمنية استخباراتية قادرة على تفكيك شبكات التهريب إلى جانب التنسيق العملياتي”. (ارم)