ويرى مراقبون أن التوتر بين الزعيمين، يرجع لأسباب متعددة لا تقتصر فقط على الخلافات حول حرب غزة، حيث يرفض نتانياهو وقف إطلاق النار مقابل الإفراج الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
خلاف شخصي وليس استراتيجي
وقال سفير مصر الأسبق في إسرائيل عاطف سالم، إن الخلاف بين ترامب ونتانياهو ليس خلافاً استراتيجياً بين بلدين حليفين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، وإنما خلاف على المستوى الشخصي، بعدما شعر ترامب أن نتانياهو يدبر أموراً من خلف ظهره ويتخذ خطوات لا تصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وأوضح السفير عاطف سالم لـ24 أن نتانياهو حاول تجنيد مستشار الأمن القومي الأميركي لضرب إيران دون علم الولايات المتحدة، على الرغم من المحادثات النووية الجارية بين واشنطن وطهران حالياً، والتي تهدف إلى تجنب التصعيد، مضيفاً أن اكتشاف ترامب للمؤامرة أسهم في الإطاحة بمستشار الأمن القومي مايكل والتز، بالإضافة إلى تورطه بفضحية “سيغنال”.
كذلك، سفير مصر الأسبق في إسرائيل إلى أن تفاوض أمريكا المباشر مع الحوثيين، دون التنسيق مع إسرائيل، ثم الإعلان صفقة عيدان ألكسندر مع حماس، بالإضافة إلى عدم زيارة ترامب لإسرائيل خلال جولته الجارية حالياً في المنطقة، تؤكد وجود الخلافات.
تهديد المصالح الأميركية
وتابع السفير سالم أن الإعلام الإسرائيلي يقول إن حكومة نتانياهو ليست حليفاً قوياً للولايات المتحدة، وتتصرف بطريقة تهدد المصالحة الأمريكية في المنطقة، وليست من أولوياتها تحقيق السلام، بل يسعى نتانياهو إلى تحقيق مصالحه الشخصية على حساب مصالح إسرائيل.
كذلك، لفت سالم إلى أن الرئيس الأميركي ترامب جاء للمنطقة ويريد خلق فرص للسلام ورسم مسار اقتصادي بعد ترسيخ التهدئة، ويعرقل نتانياهو تلك الخطوات الهامة بعدم موافقته على وقف إطلاق النار، وإصراره على التصعيد في المنطقة.
وأكد الدبلوماسي السابق على أن الولايات المتحدة تريد وقف الحرب في المنطقة كي تتفرغ للصين، على عكس إسرائيل، مما تسبب في خلافات كبيرة بين نتانياهو ترامب.
وختم السفير عاطف سالم بأن نتانياهو فقد البوصلة في قراءة تحركات ترامب، وإن الأولويات الأمريكية تغيرت، ولم تعد إسرائيل اللاعب المدلل كما في السابق. (24)