عمرها يتجاوز النصف قرن.. اكتشاف قاعدة نووية لأميركا في غرينلاند

15 مايو 2025
عمرها يتجاوز النصف قرن.. اكتشاف قاعدة نووية لأميركا في غرينلاند

ومنذ عودته للبيت الأبيض، ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب طموحاته طويلة الأمد للاستحواذ على غرينلاند، حتى أنه لم يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الإكراه الاقتصادي للسيطرة.

وفي حين رفضت الدنمارك دائما بيع الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، حافظت واشنطن على وجود عسكري في غرينلاند منذ الحرب العالمية الثانية.

وبنى الجيش الأميركي العديد من القواعد والمواقع عبر الغطاء الجليدي في غرينلاند، والتي تُرك معظمها مهجورًا أو خارج الخدمة بعد الحرب الباردة.

ووفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، وخلال حقبة الحرب الباردة، كان الجليد الهائل في غرينلاند أكبر مشكلة لمشروع أسطوري سري للغاية، وهو إنشاء مدينة أنفاق تحت الجليد مصممة لتخزين مئات الصواريخ النووية على مسافة إطلاق من الاتحاد السوفيتي.

وبعد بنائه عام 1960، تم عرض معسكر “سينشري” على الجمهور كمنشأة بحثية في القطب الشمالي، لكن الإدارة الأميركية لم تُفصح عن سرية عملية الصواريخ حتى عام 1995.

ورغم أنها عُرفت كمنشأة بحثية، إلا أن حقيقتها لم تُكشف إلا عام 1996، ووفق “وول ستريت جورنال”، كانت مخصصة لأغراض عسكرية سرّية.

وبدأ بناء المنشأة عام 1959، بتكلفة 8 ملايين دولار، وتقع على بُعد حوالي ١٥٠ ميلًا من قاعدة “ثول الجوية”، وهي مركز دفاعي رئيسي في القطب الشمالي.

وأطلق على المنشأة اسم “معسكر سينشري” لأنه كان من المقرر في البداية أن يقع على بُعد 100 ميل من الغطاء الجليدي في غرينلاند.

وبحسب “بيزنس إنسايدر”، عانى المعسكر من ظروف شتوية قاسية، بما في ذلك رياح تصل سرعتها إلى 125 ميلاً في الساعة، ودرجات حرارة منخفضة تصل إلى -70 درجة فهرنهايت.

ونقل أعضاء من فيلق مهندسي الجيش الأميركي 6000 طن من الإمدادات والمواد إلى الموقع لحفر ما يقرب من 24 نفقًا تحت الأرض مغطاة بأقواس فولاذية وطبقة من الثلج، ليكتمل بناء القاعدة تحت الأرض في أواخر عام 1960.

وكان أكبر خندق في معسكر سينشري، والمعروف باسم “الشارع الرئيسي”، بعرض حوالي 26 قدمًا ويمتد على مسافة 1000 قدم، وضمّ المجمع المترامي الأطراف تحت الأرض ما يصل إلى 200 فرد تحت الأرض.

وحفر المهندسون بئرًا في المعسكر لتوفير 10,000 جالون من المياه العذبة يوميًا، وجرى تمديد أنابيب معزولة ومدفأة في جميع أنحاء المنشأة لتوفير المياه والكهرباء.

كما تضمن المعسكر مطبخًا وكافتيريا، وعيادة طبية، ومنطقة غسيل ملابس، ومركز اتصالات، ومساكن. كما ضمت المنشأة قاعة ترفيهية، وكنيسة صغيرة، وصالون حلاقة.

وكان معسكر سينشري يعمل بمفاعل نووي محمول وزنه 400 طن، وهو الأول من نوعه، ونظرًا لدرجات الحرارة تحت الصفر التي تجعل المعدن هشًا للغاية، كان لا بد من التعامل مع نقل المفاعل” PM-2 ” بعناية فائقة لحمايته من التلف حيث استمر في العمل لنحو 3 سنوات قبل أن يتم تعطيله وإزالته من المنشأة.

وكان الهدف من المنشأة تحليل ظروف الغطاء الجليدي، وحركة الأنهار الجليدية، والقدرة على البقاء في الطقس البارد.

لكن ذلك كان مجرد غطاء لعملية أميركية سرية للغاية، تُعرف باسم “مشروع آيس وورم”، لتخزين ونشر مئات الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية في محاولة للالتفاف على سياسة الدنمارك الصارمة الخالية من الأسلحة النووية مع استغلال قرب غرينلاند من الاتحاد السوفياتي.

وسعى “آيس وورم” إلى توسيع المنشأة الحالية بمساحة إضافية قدرها 52,000 ميل مربع لاستيعاب 60 مركزًا للتحكم في الإطلاق.