قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنَّ إسرائيل تحتاج إلى مواصلة تطوير خيارات إضافية للتعامل مع التهديد المتعدد الأبعاد الذي تشكله إيران.
وأوضحت الصحيفة أنه “لتحقيق الغاية المذكورة، يجب العمل في المقام الأول، على إنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن الـ58، باعتبار ذلك الهدف الأكثر أهمية”.
وذكرت “معاريف” أنه في أعقاب الجولة الخامسة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، قال الدكتور شاي هار تسفي، رئيس قسم الشؤون الدولية والشرق الأوسط في معهد السياسة والاستراتيجية في جامعة “رايخمان” والقائم بأعمال المدير العام السابق لوزارة الشؤون الاستراتيجية، إن التصريحات الصادرة عن الجانبين بعد اجتماع روما، تُشير إلى أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران مهتمتان بالتوصل إلى اتفاق نووي جديد، وكلا البلدين واضحان بشأن الثمن المحتمل لفشل المحادثات، والذي ازداد حدة في الأيام الأخيرة في ضوء تقارير شبكة “سي إن إن” الإخبارية، التي قالت إن إسرائيل بدأت التحضير لشن هجوم على إيران.
ولفت إلى أنه في هذه المرحلة، من الواضح تماماً أن كلاً من الإدارة الأميركية والنظام الإيراني يسعيان جاهدين لتجنب الانجرار إلى سيناريو التصعيد، موضحاً أنَّ الرئيس ترامب صرح بذلك مسبقاً عندما قال إن المسار الدبلوماسي هو خياره المفضل لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
خلافات كبيرة
وتشير “معاريف” إلى أن هناك خلافات كبيرة بين الطرفين انكشفت في الأيام الأخيرة، حيث أوضح مسؤولون حكوميون مطالبتهم بمنع إيران من وقف تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهذا، حتى الآن، هو محور الخلاف الرئيسي بين البلدين.
وذكر الصحيفة أيضاً أن المرشد الإيراني علي خامنئي يرى، أن نجاح إيران في ترسيخ مكانتها كقوة نووية فاعلة يُمثل ركيزة أساسية لسياستها التأمينية، مشيرة إلى أن هذا يبدو جزءاً من المفاوضات، وليس مواقف تهدف إلى إفشالها.
أيضاً، قالت الصحيفة أن المحادثات مع إيران تجسد الرؤية الاستراتيجية الشاملة للرئيس ترامب، التي تسعى إلى تعزيز الاتفاقيات وإبرام الصفقات الاقتصادية عالية القيمة بدلًا من التحركات العسكرية، وهذا يشير إلى أن خيار الهجوم الأميركي لا يبدو واقعياً في الوقت الحالي.
أما خيار الهجوم الإسرائيلي، فمن المرجح أن يتطلب على الأقل موافقة الرئيس الأميركي، وهناك العديد من علامات الاستفهام حول استعداد ترامب للسماح بذلك، خاصة بحال استمرار المفاوضات، مضيفة أن المنشورات حول استعدادات إسرائيل للهجوم تخدم الضغط الذي يريد ترامب أن يمارسه على إيران، ولكن يبدو أن هناك طريق طويل حتى تحصل إسرائيل على الضوء الأخضر.
الهدف الإسرائيلي
وتقول الصحيفة إن الهدف الاستراتيجي النهائي لإسرائيل هو إضعاف إيران، وضمان عدم قدرتها على امتلاك أسلحة نووية، وبافتراض أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران هي المحور الرئيسي حالياً، ينبغي على إسرائيل العمل على تنسيق المواقف مع الإدارة الأميركية، لا سيما في ضوء الخلافات التي يبدو أنها بدأت مؤخراً بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقد تجلّت هذه الخلافات في بدء المفاوضات مع إيران، والاتفاق مع قوات الحوثيين، والاتصالات مع حماس، التي أدت إلى إطلاق سراح عيدان ألكسندر.
ولتحقيق هذه الغاية، يجب على إسرائيل ضمان أن تُلبي بنود الاتفاق متطلبات الحد الأدنى، بما في ذلك كل ما يتعلق بالحد من القدرة على تخصيب اليورانيوم، وتفكيك البنية التحتية، ونقل اليورانيوم عالي التخصيب خارج إيران، ومنح الإذن لعمليات التفتيش التدخلية من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وغيرها، إلى جانب ذلك، يجب ضمان أن يُركز الاتفاق أيضاً على نظام الصواريخ الباليستية الإيراني، واستمرار دعمه لحزام النار المحيط بإسرائيل. (24)