رفضت ثلاثة مصادر روسية رفيعة المستوى اعتبار الفاتيكان مكانًا مناسبًا لعقد محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، مبررة ذلك بأن الكرسي الرسولي يمثل الكنيسة الكاثوليكية ويقع ضمن الأراضي الإيطالية، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وكلاهما يقدمان دعمًا صريحًا لأوكرانيا.
ووفق ما نقلته وكالة “رويترز”، أوضحت المصادر أن العديد من المسؤولين الروس يواجهون صعوبات في السفر إلى الفاتيكان بسبب العقوبات الغربية، ما يُعقّد أي إمكانية لتنظيم محادثات هناك.
ويأتي هذا الموقف الروسي في ظل صمت رسمي من الفاتيكان حول مبادرة السلام التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي اقترح خلالها أن يتولى البابا لاوون الرابع عشر استضافة المفاوضات بهدف إنهاء الحرب الدامية.
وفي السياق نفسه، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الأسبوع الماضي إن البابا لاوون، أول بابا أميركي، أبدى استعداده لاحتضان هذه المحادثات خلال مكالمة هاتفية معها.
لكن مصدرًا روسيًا بارزًا، رفض الكشف عن هويته نظرًا لحساسية المسألة، صرّح بأن “الفاتيكان لا يُعتبر في روسيا جهة محايدة أو مؤهلة لحل نزاع بهذا التعقيد”، مشيرًا إلى أن روسيا وأوكرانيا دولتان ذات أغلبية أرثوذكسية شرقية، بينما يُمثل الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية الغربية.
وأضاف المصدر ساخرًا: “المكان الوحيد الأقل ملاءمة من الفاتيكان هو لاهاي”، في إشارة إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس بوتين بتهم تتعلق بجرائم حرب، وهي مذكرة وصفتها موسكو بأنها “متحيزة” و”لا معنى لها” نظرًا لأن روسيا لم تصادق على اتفاقية المحكمة.
وفي تصريحات لاحقة، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ترشيح الفاتيكان لاستضافة المحادثات “غير ملائم”، مجددًا التأكيد على الطابع الأرثوذكسي لكلا الطرفين المتنازعين.
وتشير المصادر الروسية إلى أن موسكو تميل أكثر نحو دول مثل تركيا ودول الخليج، والتي تحظى باحترام روسي لمحاولاتها المتكررة في التوسط لوقف النزاع، بعكس الجهات الغربية التي تتبنى مواقف منحازة، من وجهة النظر الروسية. (ارم نيوز)