تقرير مثير جداً.. هكذا خرقت صواريخ اليمن دفاعات إسرائيل

31 مايو 2025
تقرير مثير جداً.. هكذا خرقت صواريخ اليمن دفاعات إسرائيل


نشر موقع “الخنادق” المعنيّ بالدراسات الإستراتيجية والعسكرية تقريراً جديداً تحدث فيه عما أسماه “سر اختراق الصواريخ اليمنية التي أطلقتها جماعة الحوثي للدفاعات الإسرائيلية”. 

 

 

ونقل الموقع مقالاً نشره الصحفي الإسرائيلي المتخصّص بالتكنولوجيا والطيران، نيتسان سادان ضمن موقع “القبطان”، وقال فيه إن “سبب النجاح هو الرأس الحربي المناور للصواريخ اليمنية والإيرانية، التي يصعب على منظومات الاعتراض الإسرائيلية والأمريكية التصدي لها بسهولة”.

 

وبحسب سادان، فإنه بدلاً من الرأس الحربي الذي يسقط سقوطاً حراً، باتت صواريخ إيران وصواريخ اليمن، مزوّدة برأس حربي يمتلك زعانف مناورة ومحرك خاص به، ما يفرض معضلة على بطاريات “حيتس” (السهم) الإسرائيلية.

 

 

ووصف سادان الدفاع الجوي الإسرائيل بـ”حارس المرمى” الذي يُقاس فقط بعدد الأهداف التي لم يتمكن من صدّها، مشيراً الى أن الصواريخ التي تتساقط على إسرائيل لم تعد صواريخ عادية.

 

 

ولتبيين ما هو الفرق، فإن الصاروخ الباليستي القياسي سهل نسبياً للاعتراض لأن مساره يعتمد على السقوط الحر، فهو يصعد لأعلى نقطة ممكنة بفعل الدفع، ثم يسقط في مسار قوسي.

 

 

وتستطيع أنظمة الرادار الدفاعية المتطورة، تحديد ذروة الارتفاع وحساب المسار بدقة، مما يمكّن صواريخ منظومة “حيتس – آرو” من اعتراضه في الوقت المناسب.

ما هي مواصفات وخصائص هذه الأنواع من الرؤوس الحربية المناورة؟

وتمت تطوير الرؤوس الحربية المصححة للمسار، من خلال تزويدها بزعانف كبيرة، وأنظمة توجيه أكثر حساسية، وقدرة على تنفيذ مناورة فعلية: انحراف يمين، ثم يسار. صحيح أن هذا الانحراف لا يتجاوز 8 إلى 10 درجات، لكنه كافٍ لجعل التنبؤ بالمسار واختيار نقطة الاعتراض مهمة أكثر تعقيداً.

كذلك، طورت إيران، وفق تقرير “الخنادق”، عائلة متقدمة من الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية المناورة بمختلف المديات: التكتيكية (أقل من 300 كلم)، القصيرة (حتى 500 كلم)، والمتوسطة (حتى 2000 كلم).

أما في اليمن، فقد أعلنت القوات المسلحة منذ أشهر، نجاحها في تصنيع الصاروخ الفرط صوتي “فلسطين 2″، الذي يتمكن رأسه الحربي أيضاً من تنفيذ العديد من المناورات خلال مساره النهائي نحو الهدف.

ومن الصواريخ الإيرانية ذات الرأس الحربي المناور، يبرز صاروخ “خيبر شكن”، الذي يستطيع الوصول إلى أراضي فلسطين المحتلة وهو يحمل قنبلة وزنها نصف طن، فيما يسلك مسار متعرج مكثف نحو الهدف.

وفي حزيران 2023، كُشف عن صاروخ جديد يُدعى “فتّاح 1″، وهو نسخة محسّنة من خيبر شكن مزوّدة برأس حربي كبير يمكنه تنفيذ التسارع حتى أثناء السقوط. وباعتراف إسرائيلي موثّق بفيديوهات لعملية الوعد الصادق، فإن فتّاح 1 تمكّن عدة مرات من الإفلات من صواريخ “حيتس” الإسرائيلية المدعومة بمنظومات ثاد الأميركية.

ويمتاز فتّاح 1، بفوهة العادم فيه، التي تعطيه القدرة على التحرك بمحورين إلى أربعة محاور، ما يتيح له تغيير مساره ثم تثبيته على مسار جديد حتى خارج الغلاف الجوي. ويمتلك هذا الرأس الحربي نمطين للطيران: تسارع كبير مع مناورة طفيفة، أو مناورة أكثر وضوحاً على حساب السرعة والثبات.

وبعكس الصاروخ الباليستي العادي، يمكن لصاروخ فتّاح 1 من الوصول الى ذروة الارتفاع، لكنه يواصل التقدم ثم يُطلق الرأس الحربي الذي يبدأ بالمناورة والانعطاف.

 

 

مع هذا، فإنَّ كل انحراف يتم رصده من قبل الحساسات فوراً، لكنه لا يتيح معرفة إن كانت هذه هي الزاوية النهائية التي سيستقر عليها الرأس، وبالتالي يصعب اختيار نقطة اعتراض دقيقة. وعملياً، كل ذلك يصعّب جداً مهمة الاعتراض على وحدات الدفاع الجوي والصاروخي في الجيش الإسرائيلي، بحيث يجب أن تجد الإجابات عن هذه الأسئلة في كل مرة ولكل صاروخ.

وبينما تقوم رادارات الجيش الإسرائيلي بتحليل سلوك الرأس الحربي في الجو، فإن الأخير يستمر في التقدم والوقت المتاح للرد يتقلص، وبالتالي فإن هناك مساحة إذا خرج منها الرأس اليمني أو الإيراني بالمناورة، عندها فإن الاعتراض سيفشل. (الخنادق)