كشفت شبكة “إن بي سي” الأميركية عن شهادات لجنود إسرائيليين تُظهر تنامي حالة التململ والمعارضة داخل الجيش الإسرائيلي إزاء استمرار الحرب على غزة، وسط تصاعد العمليات العسكرية وسقوط أعداد متزايدة من الضحايا المدنيين.
ووفقاً للشبكة، يعبر العديد من الجنود عن قناعة متزايدة بأن ما يجري ليس سوى “حرب انتقامية”، تتسبب في قتل أعداد كبيرة من الأبرياء دون مبرر.
أحد هؤلاء هو جندي الاحتياط يوفال بن آري، الذي صرّح قائلاً: “أرفض ارتكاب جرائم حرب”، مطالباً الحكومة الإسرائيلية بوقف سياسة “تجويع مليوني إنسان” في غزة. وأضاف: “أشعر بالخزي والذنب، الناس هناك يموتون جوعاً”.
بدوره، تحدث طيار إسرائيلي متقاعد عن موجة إحباط متنامية في صفوف زملائه، مؤكداً أنهم لا يطالبون بإنهاء الحرب من باب التعب، بل من باب القناعة بأن هذه الحرب فقدت مشروعيتها. وأوضح أن إسرائيل باتت “رهينة” في يد شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من اليمين المتطرف، والذين “يبتزونه للبقاء السياسي”، حسب تعبيره.
في السياق نفسه، قال جندي بالقوات الجوية الإسرائيلية إن سلوك الوزراء في حكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- وتصريحاتهم بشأن غزة “لا تصدر عن مسؤولين ذوي أخلاق”.
واتهم الجندي نتنياهو وائتلافه بالتخلي عن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة من أجل الحفاظ على حكومتهم.
في تلك الأثناء، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس أركان الجيش إيال زامير قوله إنه إذا كانت هناك فرصة لعقد صفقة لتبادل الأسرى، فيجب وقف الحرب لإبرامها، حتى لو كانت صفقة جزئية.
وشدد زامير على ضرورة “ألا تنجر إسرائيل إلى حرب أبدية” في قطاع غزة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي يوم 18 أيار الجاري عملية عسكرية جديدة سماها “عربات جدعون”، ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ تشرين الأول 2023.
وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو. (الجزيرة)