هل ستتمكن أوكرانيا من تطوير قنبلة نووية؟

2 يونيو 2025
هل ستتمكن أوكرانيا من تطوير قنبلة نووية؟


ذكر موقع “Forbes” الأميركي أنه “أصبح جلياً أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لا يمكن تجميد الحرب الخاطفة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا إلا من خلال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أو من خلال الحصول على رؤوس نووية. ولكن هل تستطيع هذه الديمقراطية المحاصرة بالفعل إنتاج قنبلة نووية وصواريخ قادرة على إيصال تلك المادة المتفجرة القوية إلى حدود أوكرانيا، والوصول إلى منصات إطلاق الغارات الروسية؟ وإذا نجحت أوكرانيا في نسختها الخاصة من “مشروع مانهاتن”، فهل يمكن لهذا التقدم أن يجمّد حملة الكرملين للسيطرة على الجيب الليبرالي، دون أن تضطر كييف إلى تفجير عبوة ناسفة واحدة؟ هذه هي الألغاز المترابطة التي سعى ألكسندر بولفراس، الباحث المشهور في مجال الأسلحة النووية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إلى حلها”.

وبحسب الموقع، “قال بولفراس إنه استفاد من قدرة أوكرانيا على الوصول إلى البلوتونيوم واليورانيوم في الحياة الواقعية، وخبرتها الحالية في مجال الصواريخ، لبناء هذه المناورات المحاكية للحرب والسلام. لأوكرانيا تاريخ طويل في بناء الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، لكنها لم تعد تمتلك أيا منها. ومع ذلك، قال بولفراس إنها لا تزال تنتج مجموعة من صواريخ كروز القابلة للتعديل لحمل رؤوس حربية استراتيجية. وفي الوقت عينه، تستطيع قيادة أوكرانيا، بفضل سيطرتها على مجموعة من المفاعلات النووية القابلة للتشغيل، سحب اليورانيوم من هذه المواقع، ولكنها ستضطر إلى بناء شبكة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة لتخصيب هذا اليورانيوم إلى مستويات صالحة للاستخدام في الأسلحة”. 

وتابع الموقع، “يحتوي مفاعل تشيرنوبيل، موقع أسوأ انهيار نووي في العالم على الإطلاق، على ما يكفي من البلوتونيوم لبناء قنبلة واحدة على الأقل، ولكن هذين المسارين المحتملين للحصول على المواد الانشطارية اللازمة للأسلحة النووية سوف يتم اكتشافهما على الفور بواسطة أجهزة المراقبة التي تنشرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال بولفراس إن “أي مواد انشطارية موجودة على الأراضي الأوكرانية تخضع لإشراف صارم من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. وأضاف: “سوف يتمكن مفتشو الوكالة على الفور من اكتشاف تحويل وقود المفاعل أو البلوتونيوم إلى برنامج للأسلحة النووية، الأمر الذي سيشكل تنبيهاً للروس”.”

واضاف الموقع، “إن الطريقة الوحيدة لمنع الكشف من جانب هيئات الرقابة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هي انسحاب أوكرانيا من معاهدة منع الانتشار النووي وطرد المفتشين النوويين، ولكن هذه التحركات من شأنها أن ترقى إلى مستوى الترويج لسعي كييف السري لتطوير رأس حربي نووي. وقال بولفراس إن أي محاولة أوكرانية لتشغيل منشآت سرية لإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب “سيكون من الصعب إخفاؤها عن أجهزة الاستخبارات الرئيسية في العالم، بما في ذلك الروس”. ومن المرجح أن يستخدم عملاء الاستخبارات الروسية كل الوسائل الممكنة لتحديد مواقع هذه المنشآت وتدميرها. وأضاف أن الكرملين قد يختار حتى إطلاق ضربة أولى، ربما باستخدام صواريخ مسلحة نوويا”. 

وبحسب الموقع، “لكي تتمكن أوكرانيا من بناء رادع موثوق، سوف تحتاج إلى تجميع ليس جهاز واحد، بل مجموعة صغيرة من القنابل الانشطارية أو الاندماجية، وهو ما يزيد من احتمال اكتشافها من قبل موسكو ويحفزها على تدمير هذه الأسلحة قبل نشرها، كما يتوقع بولفراس. عندما ناشد زيلينسكي أوكرانيا بالانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي، خلال اجتماع المجلس الأوروبي في تشرين الأول الماضي، قال إنه يأسف لأن أسلافه تخلوا طواعية عن مخزونهم من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية قبل جيل من الزمان، في مقابل تعهدات أمنية لم يتم الوفاء بها أبدًا. وبعد أن استعادت أوكرانيا استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، ورث الزعماء الليبراليون المؤيدون للغرب الذين تولوا السلطة ما يقرب من 2000 صاروخ سوفييتي مزود برؤوس نووية، وهو أحد أكبر المخزونات في العالم”.

وتابع الموقع، “كجزء من اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة ويسمى مذكرة بودابست، تعهدت روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة باحترام حدود أوكرانيا واستقلالها، وقدمت واشنطن ضمانات أمنية لحماية سيادة أوكرانيا في مقابل تخلي البلاد عن صواريخها الباليستية العابرة للقارات الاستراتيجية. ولكن حماية الغرب لاستقلال أوكرانيا وحدودها لم ترق إلى مستوى التعهدات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق بودابست. وقال بولفراس إن هذا الفشل في صد الحرب الخاطفة المستمرة التي تشنها موسكو لا يؤدي إلى تدمير سلامة المواطنين الأوكرانيين فحسب، بل وأيضاً الحملة العالمية لتجميد الانتشار النووي. وأضاف أن القوى الديمقراطية العظمى التي تساعد أوكرانيا الآن يجب أن تعمل بسرعة على تعزيز دفاعاتها للحفاظ على مكانتها كحصن ضد التوسع الروسي والتأكيد أن “العدوان غير المبرر المدعوم بالتهديدات النووية لن يُكافأ”. وتوقع بولفراس أنه “في الأمد البعيد، ومن دون ضمانات أمنية موثوقة من النوع الذي توفره عضوية حلف شمال الأطلسي، قد تجد أوكرانيا نفسها في الواقع عرضة لإغراء اللجوء إلى المساعدة النووية الذاتية”.”

وأضاف الموقع، “لكنه قال إن الإنذار الذي وجهه زيلينسكي في الخريف الماضي، والذي تراوح بين الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أو استخدام الأسلحة النووية، كان على الأرجح مجرد مسرحية سياسية كتبها زيلينسكي: الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي. من المؤكد أن زيلينسكي يعرف أن ألمانيا الغربية أشارت إلى أنها قد تعيد تشغيل البرنامج الألماني لإنتاج الأسلحة النووية طالما بقيت خارج حلف شمال الأطلسي. وقال باحثون في أرشيف الأمن القومي إن الحلفاء الغربيين لم يقبلوا ألمانيا الغربية في حلف شمال الأطلسي إلا بعد ست سنوات من تأسيس التحالف الدفاعي، مشروطين “بالتزام المستشار الألماني كونراد أديناور بعدم إنتاج الأسلحة النووية”. من جانبه، قال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، إن أوكرانيا ليس لديها نية لتطوير أسلحة نووية، لكنها تسعى إلى الحماية تحت المظلة النووية لحلف شمال الأطلسي”.