تشير التقديرات الجديدة الصادرة عن “إدارة معلومات الطاقة” الأميركية (EIA) إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو تسجيل أول انخفاض في إنتاجها النفطي منذ عام 2021، ما يُعد تراجعًا ملحوظًا في أحد أعمدة سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهادفة إلى تحقيق “الهيمنة في مجال الطاقة”.
ووفقًا لتقرير “آفاق الطاقة قصيرة الأجل” الصادر يوم الثلاثاء، يُتوقع أن يتراجع إنتاج الخام الأميركي إلى 13.37 مليون برميل يوميًا في عام 2026، مقارنة بـ13.42 مليون برميل يوميًا في 2025. ويعني ذلك انخفاضًا قدره 120 ألف برميل يوميًا عن التوقعات السابقة، وهو ما يُظهر تحولًا واضحًا في مسار الإنتاج الذي شهد نموًا مستمرًا في السنوات الماضية.
ويرتبط هذا التراجع المرتقب أساسًا بانخفاض نشاط الحفر في حقول النفط الصخري، خاصة في حوض برميان، وهو أحد أبرز المناطق المنتجة في البلاد. وكانت شركات رئيسية، مثل “دياموند باك إنرجي”، قد حذّرت في وقت سابق من أن ضعف الأسعار بدأ يضغط على العمليات ويُقيّد فرص التوسع، ما انعكس في بيانات EIA التي أظهرت انخفاض عدد الحفارات النشطة إلى أدنى مستوى لها منذ نحو أربع سنوات، مع توقعات باستمرار انخفاض عدد الآبار المحفورة والمستكملة حتى عام 2026.
ويُتوقع أن ينخفض إنتاج النفط الصخري الأميركي إلى نحو 11.09 مليون برميل يوميًا العام المقبل، مقارنة بالتقديرات السابقة التي رجّحت بلوغه 11.25 مليون برميل، في تأكيد إضافي على حجم التباطؤ الذي يطال هذا القطاع الحيوي.
في المقابل، قد يساهم الإنتاج البحري في التخفيف جزئيًا من أثر التراجع في النفط الصخري، إذ تشير التقديرات إلى أن الإنتاج من الحقول البحرية سيرتفع إلى 1.85 مليون برميل يوميًا في عام 2026، أي بزيادة قدرها 40 ألف برميل عن توقعات الشهر الماضي. (investing)