يستحيل على ترامب معرفة كيف سيكون ردّ إيران

22 يونيو 2025
يستحيل على ترامب معرفة كيف سيكون ردّ إيران


ذكر موقع “الجزيرة” أنّ الصحافي البريطاني أندرو بونكومب قال إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول إخفاء نواياه عندما صرح بأنه سيُقرّر لاحقا ما إذا كان سينضم إلى جانب إسرائيل في حملتها العسكرية ضدّ إيران، مؤكدا في الوقت عينه أن الدبلوماسية والمفاوضات لا تزال خيارا مطروحا إذا أرادت طهران السير في هذا الطريق.

وفي تحليله في موقع “آي بيبر” الإخباري البريطاني، اعتبر بونكومب أنّ “ترامب كان محقا في شيء واحد عندما وصف قصف قواته لـ3 مواقع نووية داخل إيران بأنه لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم”.

لكن الشيء غير الواضح، وما لا يمكن لترامب أن يعرفه برأي الصحافي البريطاني، هو ما إذا كانت تلك اللحظة سيذكرها التاريخ بشكل إيجابي، أم أنها ستكون اللحظة التي أشعلت صراعا إقليميا أوسع نطاقا، وأدخلت بلاده في حرب خارجية من النوع الذي تعهد بتجنبه.

وأضاف أن الضربة الأميركية على إيران حدثت بالفعل بعد أن أفادت الأنباء بأن عدة قاذفات من طراز “بي-2” الوحيدة القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات غادرت صباح السبت قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري.

فقد كشف ترامب أن القوات الأميركية ضربت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية الثلاث في نطنز وأصفهان وفوردو. وقال لشبكة فوكس نيوز إن طائرات أميركية قصفت فوردو بقنابل مضادة للتحصينات، في حين تم إطلاق ما يصل إلى 30 صاروخ توماهوك على المواقع النووية الأخرى.

وأفادت تقارير أن الولايات المتحدة اتصلت بإيران لإبلاغها بأن الضربات كانت العملية الوحيدة التي خططت لها، وأنها لا تسعى إلى تغيير النظام. ثم عاد ترامب وهدد باستهداف مواقع أخرى “بدقة وسرعة ومهارة” إذا لم يتحقق السلام بسرعة.

فإذا كان التاريخ شاهدا ومرشدا حسب المقال، فإن بدء الحرب أسهل بكثير من إنهائها، وأن ترامب يستحيل عليه أن يعرف كيف سيكون رد فعل إيران، ولا يمكن أن يكون متأكدا من عواقب الضربة على منشأة فوردو.

ويشير بونكومب إلى أن هناك مخاوف من أن انبعاث إشعاعات من المنشآت، التي استهدفتها الضربات، قد تعرض كافة أنحاء الشرق الأوسط للخطر وتلحق الضرر بالشعب الإيراني الذي يدعي الرئيس الأميركي أنه يريد مساعدته.

ويقول إن هناك أسبابا أخرى تدعو الولايات المتحدة إلى القلق، منها ما ظل يعاني منه المسلمون ومواطنو دول جنوب آسيا من تمييز وسوء معاملة في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن.

وخلص بونكومب إلى أن تصرفات ترامب تنطوي على مقامرة كبيرة، مضيفا أن العالم يترقب ويصلي من أجل ألا تؤدي إلى ما هو أسوأ. (الجزيرة)