وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي على هامش قمة الناتو في لاهاي، إنه “فخور” بالتزام الطرفين بوقف إطلاق النار، مضيفاً أن الاتفاق يسير “على أفضل ما يرام”.
وأكد أن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية”، وأن التخصيب “لن يُستأنف لا عسكريا ولا مدنيا”.
وأشار ترامب إلى أن إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية المستهدفة، وأن تقاريرهم أكدت “حدوث دمار كامل”، مضيفا أن إيران “الآن في طور التعافي، وآخر ما يمكن أن تفكر فيه هو التخصيب”.
في المقابل، صادق البرلمان الإيراني على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة اعتبرتها طهران “ضرورية لحماية الأمن القومي ومنع التجسس الدولي تحت غطاء المراقبة”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.
وأكد رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف أن إيران “لم تستخدم بعد كامل طاقتها”، وأنها “مستعدة لأي مواجهة مقبلة”، مشيرا إلى أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية ستعلّق تعاونها حتى يتم ضمان أمن المنشآت النووية.
وقال موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في سكاي نيوز عربية، إن “الرواية الإسرائيلية” هي المرجع الرئيسي لتقييم ترامب لنتائج الضربة، موضحاً أن الرئيس الأميركي يرفض التقارير التي نشرتها وسائل إعلام أميركية نقلا عن استخبارات وزارة الدفاع والتي أشارت إلى أن الضربة “لم تدمر البرنامج بالكامل بل أخّرته عدة أشهر فقط”.
وأكد حرب أن ترامب “يعتمد على تقارير استخباراتية إسرائيلية لتسويق نجاح العملية”، لأنه يرى أن الإعلام الليبرالي الأميركي يحاول تقويض إنجازه السياسي قبل الانتخابات.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد الدين أديب إن الوضع القائم هو “اتفاق لوقف إطلاق نار رعته واشنطن رغم مشاركتها الفعلية في القصف”، مشيراً إلى أن “الطرف الإيراني يعتبر نفسه منتصرا معنويا، بينما تسوق إسرائيل والولايات المتحدة ما حدث على أنه نصر تكتيكي حاسم”.
وأضاف أديب أن “المشكلة تكمن في غياب استراتيجية واضحة بعد الضربة”، مشيراً إلى أن ترامب “عادة يبدأ بخطوة أولى يوصفها بأنها تاريخية، ثم لا تكتمل بتسوية أو اتفاق نهائي”.
ورأى أن النظام الإيراني سيعيد ترتيب أولوياته وفق منطق “البقاء أولا”، موضحا أن ما يهمه هو “الحفاظ على هيكل النظام، والحرس الثوري، ومكانة المرشد”، وأن أي تفاوض قادم سيتحدد بناءً على ما يخدم هذه الأركان.
وشدد على أن طهران لن تدخل أي حوار تعترف فيه بأنها أضعف، حتى لو كانت فعلياً قد خسرت بعض قدراتها النووية. وقال: “إيران ستحاول إثبات أن ورقتها النووية لا تزال قائمة، سواء بالحقائق أو بالمناورة”.
وأثار حرب في حديثه احتمال عودة إسرائيل إلى تنفيذ “اغتيالات نوعية” لعقول نووية إيرانية، رغم وقف إطلاق النار، مؤكدا أن إسرائيل تعتبر العمل الاستخباراتي خارج الاتفاق العسكري، وستواصل المراقبة لضمان عدم استئناف إيران لأي نشاط نووي سري.
قال موفق حرب إن “ترامب يسعى لتحويل وقف إطلاق النار إلى اتفاق شامل”، لكنه أوضح أن الطرف الإيراني “لا يرى في ترامب وسيطا نزيهاً، بل طرفاً شارك في القصف”.
أما أديب، فاختتم قائلا: “ما بعد 13 حزيران ليس كما قبله.. لكن من المبكر الحديث عن تسوية دائمة، لأن الأضرار المعنوية كبيرة، والثقة لا تُبنى في ظل الدخان المتصاعد من المنشآت المستهدفة”.