ما هو التالي بالنسبة لإيران والشرق الأوسط؟.. تقرير لـPolitico يُجيب

26 يونيو 2025
ما هو التالي بالنسبة لإيران والشرق الأوسط؟.. تقرير لـPolitico يُجيب


ذكرت صحيفة “Politico” الأميركية أنه “منذ أكثر من عقد من الزمان، يناقش العالم ما يجب فعله حيال البرنامج النووي الإيراني. ولكن الآن، بعد الهجوم الاستباقي الذي شنته إسرائيل على المنشآت النووية في البلاد وبعد الضربات الأميركية على محطات الطاقة النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، تراجعت قبضة طهران على الشرق الأوسط إلى حد كبير، وتضاءل شبح سباق التسلح النووي في المنطقة. والسؤال الكبير هو: كيف يؤثر هذا الهجوم على البرامج النووية والصاروخية الباليستية الإيرانية على ما سيأتي بعد وقف إطلاق النار؟”

بحسب الصحيفة، “لقد أبدت إسرائيل منذ فترة طويلة اعتراضاتها الشديدة على الطموحات النووية الإيرانية. وفي عام 2012، رسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطا أحمرا على مخطط قنبلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعد بضع سنوات، في عام 2015، حذر أعضاء من الفريق الإسرائيلي الذي التقى الإدارة الأميركية قبل مفاوضاتها مع إيران، من المخاطر التي يفرضها السماح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم. طوال ذلك الوقت، اختار القادة الإسرائيليون عدم شنّ ضربة استباقية، ولكن حدث تغييران رئيسيان منذ ذلك الحين. أولا، كثفت إيران بشكل كبير من تطوير برنامجها النووي العسكري، وجمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لإنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع ما لا يقل عن 10 قنابل نووية خلال بضعة أشهر. وفي الآونة الأخيرة، قامت إيران أيضًا بتسريع معدل إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب وبدأت الاستعدادات لتحويله إلى أسلحة، بالإضافة إلى تطوير خطة طموحة لزيادة إنتاج صواريخها الباليستية البعيدة المدى بشكل كبير. وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تحركت ببطء، أعلنت أخيراً بعد عشرين عاماً أن إيران انتهكت التزاماتها في مجال منع الانتشار النووي”.

وتابعت الصحيفة، “أما التغيير الرئيسي الآخر فهو أنه منذ الهجمات التي وقعت في السابع من تشرين الأول 2023، شهدت إسرائيل تحولاً نموذجياً في تفكيرها بشأن الأمن القومي، وخاصة في ما يتصل بإيران. بعد هجومين صاروخيين إيرانيين مباشرين في عام 2024، وعامين تقريبا من الهجمات من قبل وكلائها حماس وحزب الله والحوثيين، شعرت البلاد أن الجمهورية الإسلامية بذلت كل جهد ممكن لتنفيذ مهمتها المعلنة مرارا وتكرارا وهي محو إسرائيل عن الخريطة. وهكذا، ومع استمرار صدمة السابع من تشرين الأول، ومع تزايد تطوير البرنامج النووي الإيراني، لم تعد إسرائيل مستعدة لقبول برامج طهران النووية أو الصاروخية الباليستية باعتبارها أمراً مسلماً به”. 

وأضافت الصحيفة، “في غضون ذلك، رُفعت أيضًا إحدى أكبر العقبات أمام جهود إسرائيل لإحباط طموحات النظام النووية: دفاعاتها الجوية. إن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران في تشرين الأول 2024 والصراع الحالي منحها الهيمنة الجوية على طهران. وبشكل عام، كان هذا هو ما أدى إلى الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران، والتي ألحقت أضرارا بالغة بالمنشآت النووية في البلاد، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والدفاعات الجوية. لقد تم تهميش التهديد النووي الإيراني بشكل أساسي على المدى القريب والبعيد، حيث لم يعد هناك أي شك حول ما إذا كانت إيران ستواجه تهديداً عسكرياً من كل من إسرائيل والولايات المتحدة إذا حاولت إعادة البناء، وقد أدى هذا التطور إلى إضعاف دورها السابق كمصدر رئيسي للإرهاب الأصولي”.

وبحسب الصحيفة، “لقد تدهور الردع الذي يشكله وكلاء إيران، حزب الله وحماس، بالفعل منذ أواخر عام 2023، ولم يعد له أي تأثير على قرار إسرائيل بالهجوم. وأدى انهيار نظام بشار الأسد في سوريا إلى إضعاف حزب الله أكثر، مما صعّب على إيران إعادة تزويده بالأسلحة. والآن، تُركت حماس دون دعم في غزة. لقد ساهمت إسرائيل والولايات المتحدة معًا في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل جذري وسريع. لقد أظهرا توافقهما على أهمية استخدام القوة إذا لزم الأمر، حتى من دون دعم من دول أخرى. كما وأظهرا للشعب الإيراني أيضًا أن المشاريع الباهظة الثمن التي ينفذها النظام يمكن تحديها، مما قد يمهد الطريق لقوى أخرى في إيران للإطاحة بنظام آيات الله. والخطوة التالية الآن هي أن يبني الزعماء في مختلف أنحاء العالم على هذا الزخم ويدفعوا نحو التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران التي أصبحت أضعف بكثير، اتفاق توافق فيه إيران على التوقف عن متابعة برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات تدريجيا، ويتم مراقبة أي التزامات إيرانية بعناية للتأكد من أنها لن تستأنف جهودها لتصبح دولة نووية”.

وختمت الصحيفة، “لقد عزز الهجوم على المواقع النووية والصاروخية الإيرانية بشكل كبير فرص تطبيع العلاقات الإسرائيلية العربية، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. إنه إنجاز لا ينبغي الاستهانة به، ولكنه ليس نهاية المطاف”.